أقلام

ذوي الاعاقة ومساواتهم مع المجتمع

علي عبدالجليل السمين

نتنعّم في وقتنا الحَالي بمرحلة تسمى “الاحتواء والدمج والمساواة” لذوي الاحتيَاجات الخاصة أيْ أن المُعاق يحصَل على كافّة حقوقه وكامل الرّعاية الشاملة التي تتناسب مع وضعه الصحي وَ الجسمِي ويحتاجه إضافة إلى ذلِك تتم تيسِير معَاملاته دونَ انتظَار من بينَ البقيّة مع كافَة التسهيلات في الجوانب المهنية و الإجتمَاعيّة والثقافية تعويضاً للقصوُر او العَجز الذي حلّ به.

وأخيراً التقدّم والتطوّر في الجانب الطبي – التأهيلي – الذي يُساهم بشكل كبير إلى الحد من تدهور وتفاقم الإعاقة وَ الذي يكفل للمريض بأن يوصله الى اعلى درجة ممكنة من الاستغناء عن خدمة الناس و الوصول الى الاعتماد على الذات دون مساعدة المحيط له.

المجتمع والتأهيل

نظرات المجتمع حاجز كبير بين الأسرة و العلاج التأهيلي أي انّ أسر ذوي الاحتياجات بحاجة شديدة الى الدعم المعنوي، نظرات المجتمع يكَاد يصعُب تفسيرها عند رؤيتهم الى المريض، نظرات عتاب؟ نظرات ملامة؟ نظرات ارتكاب خطأ؟! نظرات تحمل بين طيّاتها الكثير من علامات التعجّب والتساؤلات حول شكل و الحالة الصحيّة المريض “قصير القامة ، مبتور الأطراف ، فاقد الاعصاب” نظرات كفيلة بأن تدخِل الاسرة في ظلمات اليأس والإحباط وفقدان الأمل .

تأهيل طفلي ومواجهة الاعاقة!

رُزقت بطفلي الأول بعد انتظار دام ٤ سنوات والبهجة لايمكن قياسها في نفوس و وجوه الأحبة والأقارب، وبعد مضي ٣ شهور بدأت تظهر اعراض مختلفة عن بقية اقرانه بنفس عمره تتقدم الايام ويزداد التدهور وصل عدد تنويماته ٨ مرات خلال سنة واحدة! التدهور من حيث الوزن والجهاز التنفسي والعضلات تحديداً.
حتى تم اخذ الاحتياجات المناسبة له كـ ( انبوب التغذية ) و التهاب مزمن في الرئة، ورأيت في أعين المجتمع حزن ويأس شديد، مضت الايام حتى وصل عمره الى ٩ أشهر و بالرغم من تواجد تقارير أفصحت عن الاعاقة والتدهور المستمر و في هذه الأثناء تم الأخذ بقرار التحدي والمواجهة ومحاولة تخطّي العقبات وبالفعل تم الأخذ بالأسباب والاجتهادات الشخصية في البحث الدقيق و المستمر حول افضل الطرق العلاجية والمراكز التأهيلية الخاصة لذوي الاحتياجات الخاصة وبعد مرور ٣ شهور من العلاج التأهيلي قام بالتواصل معي احد الاقارب “انصحك وفر فلوس وأقنع باللي رزقك الله”.
لم يكن هناك أيةُ اكتراث او اعتبار للمكالمة مضت الأيام حتى اصبح من الممكن الاستغناء عن انبوب التغذية، واستمرت الايام حتى بدى التحسن ملحوظ في القصبة الهوائية والرئة ومع الايام بدأت العضلات بالتفاعل بشكل مرضي ورائع والآن يتمتع طفلي بصحة جيدة ولله الحمد .

وهنا كانت بداية الأمل الجميل بعد معاناة في غاية الصعوبة من حيث تفاقم المرض وتشائم المتجمع ولكن العزيمة كانت تسبُق جميع العقبات التي واجهتنا واستغلال وجود التطور الطبي من الجانب التأهيلي المعاقين، سائلين المولى الشفاء لمرضانا ومرضى جميع المسلمين.

مقالات ذات صلة

تعليق واحد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى