برودكاست

برودكاست: معالم مُضيئة لـلإبداع

 

اختيار وإعداد

رضوان محمد النمر

 

إننا لا ننكر أن الفنان لا بُدَّ من أن يجد نفسه منجذباً نحو كلِ ما هو بِكْر لم تَقْرَبْهُ بعدُ أيدى غيرِهِ من الفنانين، ولكن البَكَارة فى عالم الفن ظاهرةٌ نسبية تتوقف على مدى قدرة الفنان نفسه على إدراك وشائج القَرابة بين القديم والجديد، ولكن كان من الحق أن الفنان التقليدي الذى يظل اتباعياً مخلصاً قلَّما ينجح في أن يبدع شيئاً علي الإطلاق، إلا أن وَلَع الفنان بالطَرَافة قد يدفعه أحياناً إلى التضحية بالجمال لحساب الأصالة، وعندئذٍ تُصبح أعماله الفنية مجردَ بِدَعٍ مُسْتَحدثة يُراد من ورائها التهويل وإلإ غرق ! وتبعاً لذلك فإن الفنان هو أحوج ما يكون إلى أن يفرض على حبه للتجديد نظاماً صارماً من الضبط والتوجيه، حتى لا يكون الدافع الأوحد له على الإنتاج هو مجرد استثارة دهشة الجمهور بـِ أى ثمن!

حقاً إنه لا بدَّ للفنان من أن يستسلم لسحر «اللامُتحقق» the unrealized (كما يقول الإنجليز) فيرتاد عالم الاضطراب والعماء والاختلاط والفوضى، حتى يتسنى له أن يستخرج من كل ذلك شيئاً جديداً يُحدده ويُنظِّمه ويُبين لنا معالمه، ولكن من واجب الفنان أيضاً أن يعرف كيف يضع حداً لحوافزه الغامضة التي قد تُلح عليه بالبقاء فى ملكوت الظلام والعماء واللاتَحَدُد واللاشعور!

 

المصدر:

� مشكلة الفن، صفحـ 129-130 ـة

 

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى