أقلام

سبقتني يا عبدالمجيد

 

عبدالله عباس الحجي

“سبقتني يا عبدالمجيد” .. كلمات انبعثت من قلب أب مجروح بفقد فلذة كبده يتبعها آهات وحسرات، كلمات انبعثت من قلب أب حنون كان ينتظر ساعة رحيله – فداء لابنه –  بعد أن لازم فراش المرض لسنوات – أطال الله في عمره.

لم يكن يتصور أن يسبقه إبنه الذي كان يتمتع بصحة وعافية وهو يعوده ويتردد عليه أثناء مرضه.

كلمات ألم ومرارة حزن عند تذكر الأيام الجميلة التي قضاها بجواره وختمها بأيام العيد وزواج ابنة أخيه

أتاه مودعا ليغادر الأحساء إلى منزله في الدمام، لم يكن يعلم بأنه آخر وداع ليباغته الموت في ساعة وصوله، فيعود إليه محمولا قد فارق الحياة، ويراه مسجى أمامه فيناديه ”هل وصلت ياعبدالمجيد؟ فينظر إليه تارة مكررا ”سبقتني يا عبدالمجيد“

وتارة ينظر إلى باقي أبنائه وقد أخذ منهم الحزن مأخذه ببكائهم ودموعهم المنهمرة لهول الفاجعة والصدمة التي أحلت بهم بدون سابق إنذار، مواقف كانت جداً مؤثرة ولم تكن لتكون لولا معزة ومكانة وقدر المفقود في قلوب محبيه..

كانت هذه صورة خاطفة لأبيه وإخوانه وأحبته الذين آلمهم وأحزنهم فقده. فكيف كان الوضع مع الأم الحنون وزوجته وأبنائه وأخواته أعانهم المولى ومسح على قلوبهم بالصبر

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى