أقلام

في رثاء الخطيب والأديب النجيب الملا جواد المطر

محمد طاهر النويصر

برحيل الخطيب و الأديب والمربي النجيب الحاج / جواد بن الشيخ كاظم المطر فقدت الأحساء عامة و بلدة الفضول خاصة أحد أبنائها البررة المخلصين، حادثة تركت في نفوس الجميع مرارة الفقد و لوعة الفراق ، وذلك لما يتصف به هذا الطود الشامخ من سمات فريدة وشمائل عديدة ، و بما يمثله من خصائل محبوبة ومكانة مرموقة في أوساط مجتمعه .
كانت ولادته ـ رحمه الله ـ عام 1349هـ في بيئة محبة لآل البيت عليهم السلام شغوفة بهم فسخر نفسه لخدمتهم متنقلا بين العراق والبحرين والقطيف والأحساء ، تسعة عقود قضاها من حياته كان فيها لأدب العلماء عنوانا و لشيم الكرماء نبراسا ، كانت تعلوه هيبة مكسوة بتواضع العلماء ، و وقار مزين بأنوار الإيمان ، و عاطفة مليئة بالشفقة و الحنان .
وقبل أكثر من 60 عاما اختار بلدة الفضول ليكون بين عائلته و أهله فاحتضنته مساجدها و حسينياتها و مجالس عوائلها قارئا و مربيا ومرشدا حتى أضحى خطيبهم الأبرز و معلمهم الأول وذلك لأسلوبه الراقي ومهارته الخطابية و صوته الشجي وأدبه الجم و تواضعه النادر .
لقد كان شخصية قيادية امتازت بالحب الصادق لأبناء مجتمعه و العطاء المستمر لهم ، وله جهود كبيرة في إحداث نقلة نوعية في الاحتفالات الولائية بالبلدة من شكلها التقليدي إلى مظهرها المنظم ، وقد تصدى ردحا من الزمن للإشراف على المناسبات الدينية بها ، كما ساهم في تأسيس أول فرقة منظمة لأهازيج الأفراح بالبلدة أثمرت عن ظهور العديد من المواهب في هذا المجال ، كما يرجع إليه الفضل بعد الله في زرع أول بذرة في البلدة لاستبدال ( الايقاعات المحرمة) في الزواجات ب ( الجلوات) حتى نمت هذه الظاهرة وشملت العديد من القرى المجاورة .
كما أصبح مشاركا أساسيا في مهرجانات البلدة ومساهما في جميع مناسباتها من خلال كتابته للقصائد بنوعيها الفصيح و الشعبي والتي عالج من خلالها العديد من القضايا التربوية و الاجتماعية .
لقد استطاع هذا الفقيد أن ينمي في نفوس العديد من الأجيال شتلات الإيمان و يرسم في سلوكهم منارات الأخلاق والالتزام ويغرس فيهم محبة الصعود لأعلى درجات العلم والنجاح ، لذا فهو وبتوفيق من الله قد نجح إيصال رسالته لمجتمعه ، و ها هو اليوم يفد إلى رب كريم رحيم فهو نزيله وضيفه في فردوسه الأعلى مع محمد و آله النجباء ، نسأل الله له المغفرة و الرحمة و لذويه الصبر و السلوان إنا لله و إنا إليه راجعون .

مقالات ذات صلة

تعليق واحد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى