أقلام

بزوغ الطف

منال الدويل

لاحت في الأفق غيوم سوداء
من خلال نور قدسي
وكأن السواد والنور شريكان في القضية
همسات في المسامع
ضمني ياجد في ذاك الضريح
وداع ومناجاة
رحال القافلة تتطلع إلى الأقدار
تستلهم الهدى من وحي المصطفى
صوت حوافر خيول يقترب أكثر فأكثر
و همسات أطفال تناغي أقدارها
وتلاعب الرمال بأقدامها المترفه الصغيرة
صبية تجول ببرابين الخيول ببسمات خفية
بينما ترسم بأصابعها النحيلة على تراب أرض كرب
رحلة ضمت مضامين عجيبة وبطولات لم يشهد لها التاريخ مثيلا
ترسم شابا جميل وجنات كوجنات المصطفى (ص)
يجول حول الحسين (ع) كالليث وعيناه ترمق أعداء الرسالة
وفتى كملامح الحسن (ع)مرتديا الشسع الصغير
وترسم القمر
يتوسطه قمرا هاشمياً فلا يسطع منه إلا نورا حيدريا
كان اخا من اخوة ابرار لم يعرفوا إلا الوفاء
ولم يجدوا أغلى من بذل الدماء
فباعوا أنفسهم بسخاء
ولم يبالوا بالفناء
قربانا لعزيز الزهراء (ع)
الحسين بن علي (ع) رسالة خالدة في السماء
وأمانة مكنونة رفعها على
أكف العزاء
غير عابئ بالدنيا
وما حوت من حياة
كان الهدف يصوب لحماية رسالة المصطفى (ص) والأنبياء
كان شمسا تشرق معارف الأصفياء
وسرا مستودعا
يضم مكنون العرفاء
كان نورا يشرق الظلمات ضياء
وقمرا منيرا
في سرادق أسحار المساء
ومناجاة تؤنس قلب زينب الحوراء
حتى أصبح فؤاد زينب فارغا
بالشجن تارة ناعيا
وبالصبر تارة مواسيا
وللأيام العامرة
والليالي الماضية
مدى الدهر بالذكرى تاليا
لم تخلع لباس السواد برحيل كواكب ونجوم في فلك الهدى كان الحسين شمسها
ومستقر أرضها
ومكنون سرها
وتالي قرآن عرفانها
رحل الحسين شهيدا
ولم يرحل الإسلام
بل ولد جديدا
وسكن خالدا
يتجدد ذكرى ميلاده.. إحياءه
بقاءه
بشهادة أبا الأحرار

في يوم العاشر من محرم شهدنا درساً لن ننساه أبدا
لإسلام حقيقي ونبع صافي اصطبغ بالدماء
ليكون كبش الفداء
ويبقى الدين عذبا يروينا من زلال قدسه

فلبيك ياسيد الشهداء
يامنبر الصدق والوفاء
لبيك داعي الله

ألا من ناصر ينصرنا

تتردد في المسامع فسكنت بها
حتى نصبنا خيام الوفاء لك ورفعنا في مقدمها رايات الولاء كتبنا بقلم العاشقين على فضا سطوعها

أبد والله ماننسى حسينا

مقالات ذات صلة

تعليق واحد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى