أقلام

الحسين يوحدنا

عجبا لثورة ونهضة كلما (حُوربت كبرت) وتمددت واتسعت في كل بقاع العالم .

فعندما يسلط الناظر بصره على بقعة واحدة من تمددها سيجد شريط القراءات الحسينية الأحسائية السيهاتية بسيهات بارز الأثر والمظهر .

بداية من حي الفيحاء بمسجد أهل البيت والخطيب الشيخ أحمد سلمان ومرورا بالخطيب الحسيني بالحيدرية الشيخ حسن الخويلدي بحي الكوثر ، متسعا ذلك الشريط في عرضه حتى مسجد الحمزة بن عبدالمطلب والخطيبين الحسيينين السيد منير الخباز والشيخ عبدالحميد الغمغام بحي قرناطة ، منحدراً تجاه حي السلام (الزهور) ومجلس بو حليقة وخطيبه الشيخ فوزي السيف ثم مأتم بقية الله وخطيبه الملا حسن  القديحي وبمحاذاته مأتم المدلوح وخطيبه الشيخ محمد أبو زيد وانتهاء بمجلسي النمر والشخص وخطيبهما الشيخ إسماعيل المشاجرة .

بنظرة فاحصة يجد الناظر لذلك الشريط المتابع والراصد التكوين الوجودي لتجمعين أساسسين مهمين وكبيرين في المنطقة قد امتزجا وتداخلا حد الأنصهار والذوبان في في كل شيء ، لدرجة أنه ما بات يعرف ولا يميز بين التكوينين.

مما يشعرك بالتلاحم الجديد القديم في الأنفاس الإيمانية والروحية والحسينية والاجتماعية وباتا متعاضدان ومنصهران حد المحبة والمودة الكبيرة بينهما .

بما يمثلانه من أنموذج جميل في الألفة والتكامل ، فباتت الأرض والمساجد والحسينيات والمدارس والمقابر والجمعيات والاحتفالات والمهرجانات والتصاهر وحدة واحدة ، ويوما بعد يوم يزداد ذلك الأنصهار الكبير  ” الحسين يوحدنا ”  كل تلك المنابر جمعت خطباء كبارا ومعروفين على الساحة المنبرية .

ومع كون مجموع تلك المجالس والمنابر تقرأ في وقت واحد و متداخل ومتقارب جدا جدا إلا أنك تجد كل تلك المجالس تعج بالمستمعين والحضور الكبير بها . بما ينم عن نجاح كل تلك المجالس وانتشارها واتساعها عاما بعد عام .

كما لوحظ لهذا العام بتلك المجالس أهتمام كبير بنشر جداول أوقات القراءة و إعلانات تعريفية بأوقات القراءة وعناوين تلك المحاضرات .

كما استجد لهذا العام نشر بعض الخطباء برومو عن كل ليلة كتعريف بالمحاضرة ومحاورها ، إضافة لنشر روابط البث المباشر وروابط الحسابات للمتابعة أثناء وبعد المحاضرة . كذلك أخذت بعض اللجان الإعلامية عمل مقاطع مجتزأة لمدة دقيقتين وثلاث من المحاضرة تتضمن نقاط مهمة ونشرها بأوسع نقاط ممكن .

واستمرت عمل الملخصات لأكثر الخطباء بصورة سريعة أولا بأول .  وما زال ( فريق صدى المنبر ) على وتيرته السابقة بتقديم تحرير مفصّل وموسّع لخطب الشيخ إسماعيل المشاجرة ” الجهة الوحيدة التي تقدم تحريرا كاملا مراجعا ومدققا “.

إلا أنه لم يتوسع لتغطية وعمل تقارير مفصلة لباقي الخطباء كما كان متوقعا منه لهذا العام ، مع ماعرف عنه بانضمام بعض الكفاءات العالية جدا .

إلا أنه ما زال يعاني من العزوف من بعض الكتّاب والمتخصصين والمثقفين في مشاركته في هذا العمل الكبير والمضني والمسؤل جدا.  وبقيت شبكات التواصل الاجتماعي و القنوات الفضائية تواصل مسيرتها بالتغطيات الموسعة والكبيرة لموسم عاشوراء ، مقدمة كل ما لديها من إمكانيات .

هكذا هي كربلاء كانت وما زالت تقدم دورات مكثفة تغذي وتغدق على أتباعها معلومات مكثفة وثرية إيمانية وتروبية وعقائدية وتشحنهم بشحنات عالية ترفض الضيم و الظلم والذل والهوان ، وتنتصر للمبادئ والقيم والكرامة .

مقالات ذات صلة

تعليق واحد

  1. مقال جميل جدا سلمت يداك أستاذنا أبا مجتبى على جغرافية الإمام الحسين عليه السلام التي وثقتها بذكر خارطة المجالس المندكة في حبه ع هذا الذي يذوّب كل الفواصل و يمزج المحبين في بوتقة العشق .
    ولخصت الجهود الثقافية على مستوى وسائل التواصل و العطاء الثقافي المُبرمِج الذي يصب في ( الخدمة الحسينية ) زادك الله شرفا ورفعة بخدمة أبي عبدالله عليه السلام

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى