أقلام

الدلة الحساوية (القريشية)

رسمي عبدالله عيسى المؤمن

بمناسبة اختيار عام 2022م من قبل وزارة الثقافة عام القهوة السعودية، من المهم التعرف على بعض أنواع الدلال التي تقوم بصناعة تلكالقهوة الطيبة الرائحة ذات الرائحة الزكية.

تعتبر القهوة رمز الضيافة واستقبال الضيف، حتى أنه يقال في الحسا: تفضل تقهوى ولها طقوس في عملها  تعطي إحساس للضيفبأهميته والعناية به وهي أيضًا تصب باليد اليسرى وتقدم بالفنجال باليد اليمنى بعد سكبها من الدلة المزل.

أما إعداد القهوةالنية؛ بتحميسها وتسميرها وخروج رائحتها، يعد ذلك بتقليبها في المحماس ثم تبرد في السرود وتدق في الهاوان وإعدادالقهوة في حد ذاته من قبل صاحب المحماس يعتبر عناية كبرى.

وأدى ذلك من الزمن القديم حين تم اكتشاف غلي القهوة كمشروب رائع أن تطورت أدواته بشكل دقيق في الحسا بمملكتنا الحبيبة ومنضمنها الدلة الحساوية التي أصبحت قدوة الصناع خارج الهفوف و المبرز، و استنسخت في أقاليم عدة كحائل والعراق والشام وعمان،وضلت الدلة الحساوية بشهرتها  الأكثر  إتقانًا في فن الصّفارة، بل ومع بقاء الإبداع   في المكون الذي تم تشكيله على شكل جسد الأنثى. وكان الصفارين الأحسائيين مبتكرين فتنوعت الدلة الحساوية بإسم الأسرة أو الفنان كالقريشية والقرينية و العليانية(السالمية)، والمتمتيةوغيرها.

وقد كانت هذه الدلال محل فخر للتهادي ومن ضمن جهاز المرأة .

عرفت الدلة الحساوية التي تصنع بالأحساء من قبل حرفيين محترفين يشار لهم بالبنان في الأحساء، و عينا اشتهرت القريشية أكثر من بينالدلال الأخرى،  ورمز مفخرة الضيافة في دول الخليج، وأشتهرت أيضًا مجموعة من الأسر التي مارست الصفارة في سوق الصفافير بسوقالقيصرية بالهفوف وشارع الحداديد)، والدلة الحساوية محل اعتزاز  لمن يقتنيها ويملكها ويتهادونها وقيمتها الآن عالية بالمزادات العالمية وأيضًا قيمتها في المتاحف.

ولأهمية الأحساء بعد دخولها في اليونسكوو من ضمن المناطق الأبداعية على مستوى العالم عام ٢٠١٥م ، وإعلان اليونسكو الأحساء موقع تراث عالمي ودورها التاريخي الكبير في نشر شرب القهوة وتجارته  الى بلاد الرافدين وبلاد فارس ومنها نقل الأتراك عمل القهوة بعد أنأضافوا لها السكر .

لم تعد القهوة تفدم فقط في المجالس إنما كذلك عبر المقاهي حيث يقدم المشروب الذي أصبح جزء من الثقافة السعودية، ومن المهم إعادة توطين تلك الصناعة من جديد، وأخذ موقعها التاريخي مرة أخرى.

يقول الحساوية:

(قهوة مرة سودة والقلب وما يهوى) .

وسيظل وطننا رمز الكرم والقهوة السعودية وتقدمة لدوام المحبة و اللطف وعربون للتواصل.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى