أقلام

رسالة في مهب الريح.. مازالت تائهة

سهام الخليفة

حبيبته على ضفاف المرافئ تنتظر سفينة، ربما يتراءى طيفه فيها..لكنها بدت بلا أشرعة ولا مجاديف، فضاع الحلم فيها، وأرهقه الشتات!

حبيبته، بين الواحات وكثبان الرمال، تخاتل النظر بطرف خفي؛ تمسها لواعج النفس لها الحزن مؤذ وثقيل، ترمقها النسمات باللوم وتتفجر الحسرات، والمنى منها، ذاك السراب يغدو حقيقة، يجيء بفارسها المغوار، مع عشقها، له عشق آخر، سفر دونها وترحال..

ترنو بطرفها الكحيل، تتأوه أهدابها رعشة، والثغر حدا والحرف بالشوق كليل: ..ألامَ يطول منه الغياب؟!
ألامَ يهواها العذاب ؟! ألا يعلم أن القلب فاض به الحنين، وأدمن نغم النواح! ألا ينوي العودة بعد بعاد واغتراب !

لِمَ أخلفَ الوعود، وأضاع غليظ الأيمان، لن تنسى عهوده، ورهف المقال:
أنا لك يا حورية السماء ملاذ، وصندوق أحلام..أنا لك يا جورية الروض شذا، ومسك مرام..لِمَ لستَ حاضراً ..

أين أنتَ؟ ولمَ لوّحتَ بالوداع؟ كيف تنسى مصاديق الحب وكل النبضات؟! أتراك نسيت غرامي، وأنين اللوعات؟! أتراك نسيت هيامي، ونجيع الهمسات ؟
أتراك نسيت لذيذ الليالي، والبوح المستباح؟

مازالت لذة الوصل لا تبارح مهجتي، ونار اللقاء تكويني وجميل اللمسات تداعب الخلجات..
يا سيد الحب.. يا ملك العمر.. قل لي:
أنىٰ لنا اللقاء؟! ونعيد ما كان منا، ولذيذ المناغاة؟!

قل لي:
كيف أتقي البين( الفراق)، وأرتوي معك زلال الحياة! قل لي، ولا تتأن في رد الجواب..حبيبتك بين الموت والحياة، بسطت أكفها، تنتظر والرمش بارتعاش.. هاك رسالتي قبل أن ينتهي العمر وتموت الكلمات..

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى