أقلام

دروس في صف كورونا

في هذه اللحظة والعالم يمر بهذا المنعطف الخطير الذي جعل الدول تعلن حالة الطوارىء، وتسخر كل إمكاناتها، وقدراتها أمام فيروس لا يرى بالعين المجردة، حيث دب الرعب والخوف والهلع في كل القلوب.
لم يشهد العالم كله هذا الخوف! من خالق هذا الفيروس الذي هدد البشرية كلها وكلفها المليارات من الأموال والعديد من الأرواح، وهز اقتصادها، وهو إذ يُري من حوله كيف تسفك الدماء، وتدمر الدول والحضارات من المستكبرين والطغاة. ليت شعري لم تهتز ولا شعرة ولا أغمضت جفن لا لمؤسسات الحقوق، ولا لمجلس الأمن، ولا لهيئة الأمم، بل لا يزالون يتمادون في طغيانهم، إلا ما رحم ربي.
رحم الله كورونا أفرز لنا أخلاق الأمم والأفراد، أرانا الكاذبين كترامب وحاشيته، والمجيشين للطائفية أفرادا ً ودولاً. أرانا من هو صادق في دعواه للأخذ ببعض المفاهيم كالرجوع للمتخصصين، ومن يستغل دعواه لتسقيط الآخرين. كم ظلموكِ يا كوورنا إذ صنفوك مسلماً مسلطاً على بقية خلق الله تارة، وتارة مذهبياً تريد الإفساد في الأرض، وسيصنفونك مسيحياً ويهودياً، وهكذا دواليك كل حسب مصلحته وتجارته وهواه. كم أرانا هشاشة مشاريعنا وهيئاتنا ومؤسساتنا ومجاجة أجيالنا للتعليم. لقد أسقطت ورقة التوت التي تستر عوراتنا.
ها هي البشرية تقف عاجزة أمام قدرة الله. ليس هذا حديثي إنما فضفضة اختلجت في نفسي، ولو أردت أن أسهب لطال الحديث.
أمام هذا المشهد وقفنا ما بين متفرج، ومتخاذل، ومخذل ومثبط، وربما أكون أنا الأول منهم، وما بين عامل ونازل بالساحة يداوي جراح الناس ويدفع البلاء معرضاً نفسه للخطر، باذلا نفسه وماله في سبيل الله وخدمة الناس في أنحاء المعمورة. لقد رأينا نماذجاً منهم وأصيبو وتشمتوا بهم. إنهم مجاهدون وإن ماتو فهم شهداء.
يا للخجل من الله سبحانه على التقصير، ماذا سنجيبه يوم نلقاه.
لنقف وقفة تأمل ونراجع حساباتنا كلها، مع أنفسنا مع بارئنا، مع مجتمعنا.
أنا أُكبِر شبابنا الذبن نزلوا بالساحة رافعين راية جهاد المكافحة، لقد أخجلونا بوقفتهم، وكم أثبتو أننا صغار.
تحية إكبار لكل من ساهم، وأعطى من وقته وبدنه وماله أينما كان وحيثما حل.

إن انا قضيت ومت من كورنا فلوموني لأني أول المقصرين.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى