أقلام

كورونا والمنايا الصفر

أحمد اللويم

عصبَ الكونُ رأسَهُ من صداعٍ
كرسيس اللهيب شبَّ خفيا

أظمأت ليله عقابيلُ داءٍ
وتهاوت نجومه فرطَ إعيا

والنهارات كالدراويش يرجون
من الحظ لو تقاطر ريا

وفتاتٌ تظلُّ تحملهُ الريحُ
لأقصى ما تبلغ الريحُ سعيا

حذرٌ يمسحُ الطريقَ وخوفٌ
يملأ القلبَ بكرةً وعشيَّا

وانتظارٌ على متاهةِ غيبٍ
أقعدَ الشكَّ ، واليقينُ تهيا

لغدٍ عفَّت الليالي به وَهْيَ
عذاري يرقبن فجرا تقيا

مثقلٌ بالوهمِ المعتقِ رأسي
وعيوني يرجون في الغيبِ شيَّا

ويعضُّ السبابةَ الصمتُ بل خلتُ
لسانَ البيان صارَ عييا

ها هنا تكسرُ الأناةُ عصاها
ويعاني الفكرُ المفوَّهُ عِيَّا

يا كورونا كرهتُ يومَكِ مسودًّا
كقلبِ الحقودِ ينفثُ غَيَّا

كيف صيَّرتِ كلَّ فجٍّ رمادًا
بعدما كان كالربيع بهيا

قد خلا من ساعٍ مضى يتغنى
موقظا نايَهُ ولحنًا شجيا

مدركًا أن رزقَهُ حسنُ ظنٍّ
وبما تقسم السماء رضيا

عينُهُ للسحاب ينسجُ بالخصب
لباسًا به الربى تتزيا

يا كورنا حلفتُ بالبارئِ الكافي
بأن تحزمي عيابَكِ هيَّا

ربما جئتِ تحملين المنايا
بل ولعزًا على العقول عصيا

ربما ربما وتنكسر الجرةُ
عن حيرةٍ تدوِّي دويا

كم قوى قد طحنتها طحنَ حبٍّ
وبريح تركتها تتفيا

 

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى