أقلام

المعذرة

أمير الصالح

إلى كل من كان ينوي أن يدعونا في حفل عقد قران ابنه أو ابنته فحالت الظروف دون ذلك فإنا نلتمس المعذرة.
إلى كل من كان ينتظر قدومنا لنواسيه في أوجاع بدنه أو نعيده في مرضه أو نخفف عنه ألم فراق عزيز فارق الحياة دون تشييع وخطفه الموت بغتة، فحالت الأمور دون ذلك فإنا نلتمس المعذرة.
إلى كل من ينتظر الزائرين له بعد قدومه من سفره أو عودته من بلاد اغترابه أو ابتعاثه، فحالت الظروف دون ذلك فإنا نلتمس منه المعذرة. إلى كل من أعد موائد ولائم العقيقة ابتهاجاً بوصول مولود له أو اجتهد في إعداد صناديق الهدايا للاحتفال بالقرقيعان أو الناصفة من رمضان أو عيد ميلاده، فحالت كورونا دون ذلك فإنا نلتمس منه المعذرة.
إلى كل من تماثل للشفاء من مرض عضال و
بعد طول رحلات علاج، وحال الوباء دون التشرف بمصافحته واحتضانه والتعبير عن التحميد لله على سلامته وجها لوجه فإنا نلتمس منه المعذرة. إلى كل طالب اجتهد فنجح أو تخرج، واتباعاً لتعاليم التباعد الاجتماعي حال دون التبريكات وتقديم الهدايا فإنا نلتمس منه المعذرة.
إلى كل من حبس كدمات الزمان في صدره، وله جميل المواقف في تخفيف سابق آلمنا، إلا أن انتشار الفيروس حال دون وصولنا إليه وكسر جمود وحدته فإنا نلتمس منه المعذرة.
إلى من كان يسكن آلامنا ويتعاهد التنفيس عما في صدورنا في عصيب الزمن وتقلب الدهر بنا، فحال بيننا وبينه حجر المدن أو خشية المنون، فإنا نلتمس منه المعذرة. إلى كل من كنا نطرب عند سماع أصواتهم وهم يلهجون بالدعاء لنا تارة بالحفظ وتارة بالتوفيق وتارة أخرى بدوام النجاح، إلا أن طاعون الفيروس حجبنا عن لذيذ مسامرتهم، فإنا نلتمس منهم المعذرة.
إلى كل من كنا نحتضنهم تعبيراً عن شوقنا لهم .. اعذرونا والدمع محتبس في مقل أعيننا.

إلى أبي، إلى أمي، إلى ابني المغترب، إلى أخي، إلى اختي، إلى عمتي، إلى خالي، إلى ابن خالي، إلى ابن عمتي، إلى ابن اخي، إلى ابنة اخي، إلى جاري، إلى أصدقاء طفولتي، إلى زملائي في رحلات الحج و الزيارة، إلى أبناء حارتي، إلى أبناء مدينتي، إلى أبناء وطني وأبناء قوميتي، إلى أبناء ديني، إلى بني الإنسان الأوفياء و الطيبين ممن تعرفنا عليهم. إلى عبد العزيز
ويوسف وعلي ومحمد
وعبد الكريم وياسر وعبدالمحسن وصادق
وصالح وموسى وعبدالله و عبدالرزاق وحسين وناصر وسعد وسيد محمد وغسان وسلمان
وسعيد وخالد وفاضل
ونبيل وعبد الهادي وأحمد وبسام وشيخ حسين والمعلم حسين والمربي سيد علي والعم بو نبيل والطبيب عبد الله والطبيب عماد والممرض حسام والأستاذ إبراهيم
والجار بو بدر …إلخ.

إلى كل هؤلاء والمزيد ممن لم يتسنَّ ذكر أسمائهم أعلاه، أتقدم برسالة اعتذار مفتوحة لعدم التمكن من أداء واجب التواصل والوصال بهم وجها لوجه، والتعبير عن مكنون الاحترام لهم. شخصياً لم أنساكم من الدعاء في ثنايا الصلاة الواجبة، و لم أنسَ ذكر أسمائكم في صلاة الليل ما وفقني الله لأداء ذلك. عند الشروق وعند الغروب يلوح طيف صور بعضكم إلحاحاً في مخيلتي لتزايد الحنين في صدري لكم. أتصدق ببعض المال بين الحين والحين الآخر نيابة عنكم وأسأل الله دفع البلاء عنكم. الله يشهد بما في قلبي فإنني في شوق كبير لرؤيتكم وللجلوس معكم، والاطمئنان عليكم واللقاء بكم والحضوة برؤية محياكم إشراقات تبسمكم. ولما حل بالجميع من الظروف القاهرة بسبب الجائحة، وعلمنا بعدم كفاءة وسائل التواصل الاجتماعي لنقل جذوة كبير حبنا لكم، فالمعذرة منا لكم إن حجبنا أنفسنا عنكم يا أهل الوفاء وصانعي الجميل. فأنتم البلسم
وإن طال ما حل بنا وبكم من بلاء والمعذرة لطول الفراق.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى