أقلام

ورقة عمل خيرية

أمير الصالح

غرد الدكتور المهندس الخليفة في تويتر بالتغريدة التالية: ” البعض يبدأ مشاريع كثيرة في نفس الوقت، دراسية وعملية ومجتمعية وفكرية، فيتشتت تركيزه وتختلط عنده الأولويات. فقد ينهى 90% من أحد المشاريع المهمة دون أن يكمله ويجني ثمرته لسنوات طويلة. علينا أن نرتب الأولويات ونكمل المشاريع المهمة، وستفتح لنا أبواب أوسع.”

وهذا بالفعل ما يعيشه البعض من أبناء مجتمعنا في حياته. فتراه متبنياً لمشاريع عدة دون النجاح التام والكامل في أي منها لتشتت جهوده وتعدد قفزاته.

ما جعلني أسطر هذه المقالة هو أنني شاهدت بعض الأصدقاء يجتهدون في جلب كل مشاريع الصدقات ودعوات التبرع بالمال العيني والنقدي من خلال مشاريع سلال الغذاء الرمضانية للمحتاجين، أو مشاريع صيانة المنازل للفقراء، أو كفالة الأيتام، أو التبرع ببناء دور العبادة وإقامة جدر المقابر وتكفل تعليم الأرامل و…. و ….إلخ.
ويصاحب الرسائل إرسال تسجيلات بالفيديوهات تعكس صحة دعوى مطالبة المتضررين في شرق وغرب وشمال وجنوب، حاضرة المرسل وحواضر العالم الإسلامي سعياً منه لحث الآخرين على التصدق والتبرع لأولئك الناس دون أي تمحيص أو تركيز أو تدقيق. وهذا العمل وغيره من أعمال الخير تقوم به مشكورة الجمعيات الخيرية حيثما تواجدوا بالإمكانات المتاحة.

قد يطلق أصحاب القلوب البيضاء نداءتهم المتكررة في قروب واتس آب هنا أو هناك. حيث تضم عضوية القروب خمسين أو اقل أو أكثر من الأشخاص . والسمة الغالبة أن أولئك الأعضاء هم موظفون متقاعدون ويملكون مورد دخل واحد أوحد،هو معاش التقاعد. ولديهم توجه لعمل الخير إلا أن تبرعاتهم توظف كرجال إطفاء لنيران مشتعلة مستمرة ومتكررة ولا سيما بعد أحداث كورونا.

شخصياً أرى أنه لو تم استثمار ورقة حب عمل الخير داخل كل قروب أو عائلة متمكنة مالياً، بإطلاق الدعوة لتنفيذ مشروع واحد متكامل، مثل مشروع بيت إيواء اليتامى أو بيت دار للعجزة من كبار السن بالتعاون مع الجمعيات الخيرية في حاضرتهم أو مدينتهم، فذلك أفضل من تشتيت الجهود في كل الزوايا أو تكرار نسخ عمل الجمعيات على مستوى فردي أو عائلي، بطريقة متشتته وغير مهنية وغير محقق ومدقق مدى مصداق ادعاء المحتاج من الطماع.

شخصياً أميل للدعوة بتبني المشاريع، مثل مشروع ” دار الأيتام والعجزة ” في حاضرة كل مدينة من خلال تضافر الجهود وتوحيدها، لما له من أهمية كبرى. تتصاعد الحاجة لمثل ذلك المشروع مع شدة قسوة الدورة الاقتصادية في أي بقعة من العالم. ويكون المشروع المقترح تحت إشراف فروع الجمعيات الخيرية الأهلية أو الرسمية، وتدون ملكيته باسم المساهمين فيه.
ولعلم المتبرعين من الشركات والمؤسسات في مثل هذه المشاريع الخيرية يتم حسم تلكم المبالغ المدفوعة بحد وسقف معين من الإخضاع لحسومات الضرائب الجبائية. هذه الورقة قدمتها بين أيدي أبناء المجتمع بنية توحيد الجهود والبدء في إطلاق مشاريع محددة الأهداف لتحقيق نتائج ملموسة،
وتفادي تكرار نشاط الجمعيات في المنطقة نفسها. نطمح وإياكم جميعاً لأن ننمو في كل مضمار بالكلمة الهادفة والفعل الصادق والهادف.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى