أقلام

أوقفوهم

آمال علي

في المجتمع العربي طرأت تغيرات وشاعت ظواهر، بعضها لاقى استحساناً وأصبح من المسلمات، والآخر لاقى إنكاراً في البداية ثم تقبله المجتمع.

وفي الآونة الأخيرة تفشّت ظاهرة المشاهير (صُنَّاع المحتوى)، الذين يبثون معتقداتهم وأفكارهم في يومياتهم. والمتابعون ما بين معارض معاد لهم ومعجب ومدافع عنهم.

هذه الظاهرة الخطرة إما أن تفتك بالمجتمع وتهدم ما بُني من مئات السنوات من عادات وتقاليد، وقيم ومبادئ جاء به أتباع الرسالات السماوية – وهو الحاصل غالباً- وإما أن تكون بوابة للإبداعات والفنون، وزرع الخير والأفكار المفيدة للمجتمع، وخلق شخصيات ذات محتوى جبار، وتأثير رائع على المجتمع. وقد لا تنتج لا هذا ولا ذاك!

فماذا يجب علينا نحن المتابعون لصناع المحتوى؟

علينا أن نشجع كل صانع محتوى يخدم المجتمع، أو أية هوايات مبدعة. وبالمقابل علينا أن نتصدى لأي حساب غير أخلاقي، لأن هذا واجب شرعي وأخلاقي، وإلا سينشأ جيلٌ هش ضعيف خالٍ من القيم والمبادئ، سيء الخلق لتأثره بالمشهور الفلاني والمشهورة الفلانية.

أنا وأنتم كلنا مسؤولون اتجاه مجتمعنا بأن نتصدى لكل ما يسيء، وأن لا نقف موقف المتفرج الصامت، فنحن مسؤولون أمام الله بأن نقول للصائب أنت صائب، وللخاطئ أنت خاطئ، وعلينا الإبلاغ عن أي حساب غير أخلاقي.

فلنكن متكاتفين أمام كل ما يتسبب لمجتمعنا بالانحدار وسوء الخلق باسم الحرية، فلنكن درعاً ضدهم فهم كالسوس الذي يبدأ بالمهاجمة تدريجيا حتى يصل إلى الأعماق.

هم أحرارٌ يفعلون ما يشاؤون تحت أسقف منازلهم، لكنهم ليسوا أحراراً عندما يظهرون للملأ، فأي مجتمع في العالم ولو كان غير مسلم تجد لديه قوانين وآدابا تحفظه، وتجدهم يحترمون تلك الآداب، ويعرفون حدودهم.

أنت حر بينك وبين نفسك، لكنك لست حراً بأن تضرب بالآداب مع الناس عرض الحائط، وتخرج مع الجنس الآخر أمام الناس وكأنه شيء اعتيادي. وأنتِ لستِ حرةً بخروجك بملابس النوم أمام الملأ بحجة الحرية الشخصية. تخيلوا أجيالاً تعتاد على هذه المناظر حتى تكون عندها مقبولة!! بعدها لن يفيدكم الندم على التهاون مع هؤلاء السوس، لأنهم سيكونون قد نخروا أخلاقيات الجيل القادم، ونقول سلاماً على الزمن الماضي سلاما..

والآن يا تُرى كم شخص سيلغي متابعة حسابات غير لائقة وذات هدف رديء، وكم شخص سيبلغ عن الحسابات ذات التوجهات غير الأخلاقية؟!

مقالات ذات صلة

تعليق واحد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى