أقلام

ليلة القبض على الوطواط!

علاء محمد المسلم

مع بداية الألفية الحالية انتشرت فيروسات مؤثرة على السلوك الصحي مسببة أعراضها الحادة على الإنسان نتيجة الإصابة بها وبمتحوراتها، كفيروسات جنون البقر وسارس وميرس والطيور والخنازير، وعلى إثر ذلك تمت إعدامات لدواجن وحيوانات كثيرة كالأبقار والجمال والدجاج وطيور أخرى في مزارعها ومراعيها مخلفة خسائر بشرية واقتصادية قارية في أنحاء متفرقة من العالم، وصرحت بعدها جهات رسمية وعلمية بأن منشأ تلك الفيروسات هي الحيوانات متسببة بانتقال متحورات فيروسية إلى البشر، ولم تخل الدراسات في البحث عن أصل منشأ بعض الفيروسات من نتائج أن تصنيع المتطورات الغذائية للحيوانات سبب أمراضاً فيروسية كما هو جنون البقر والتي في لحومها مصدر غذائي للإنسان وبالضرورة تطلب ذلك التعامل المباشر معها في تربيتها ومنتجاتها كما هو حاصل مع الدواجن.

ومع تلك الفيروسات والإنفلونزات زاد الإهتمام بلقاحاتها الموسمية والدعوة إلى أخذ تطعيمات محدثة للتحصين ضدها كل سنة. ولكن في عامي 2017م و2018م صرح مختصون أمريكيون بأن في هاتين السنتين -خصوصاً الأخيرة- شوهدت زيادة مضطردة في حالات الإنفلونزا الموسمية في الولايات المتحدة الأمريكية أكثر شدة واستعارا كما لم تحدث في سنوات من قبل وأن اللقاحات المحدثة لاتتجاوز 30٪ في مقاومتها لفيروسات الإنفلونزا الموسمية، كما إن فيروساتها سريعة التنقل والتغير مما يجعلها تقاوم التطعيمات مسببة في ذلك دخول المرضى المستشفيات بشكل غير مسبوق ومخلفة فيهم عدد وفيات مرتفع على المعدل الأسبوعي أعلى من أعلى معدل فيما مضى من سنوات، وهذا حسب ماصرح به بعض مختصي الصحة في أمريكا وذكره مدير المؤسسة الوطنية للحساسية والأمراض المعدية الأمريكية، أنتوني فوتشسي ومديرة المركز الأمريكي لمنع ومراقبة الأمراض، آن شوكات، في حينه.

ثم في السنة التالية من أواخر عام 2019م ظهر فيروس كورونا كوفيد 19 متبوعا بمتطوراته واحتمالات للقرن الحالي -وبعد مضي عقدين منه- أن يكون عنوانا للفيروسات التاجية إن لم يجد الإنسان لقاحات ناجعة وطبابة ناجحة في السيطرة على فيروساته مقاومة لمستجداته. وفي تزامن مع الإعلان عن لقاحات كوفيد 19 يتجاذب عموم الناس آراءهم في التجارب العلمية لابتكار اللقاح مع منح تصريح طارئ لشركات دوائية لقاحاتها المتعددة مفتقرة إلى الإعتراف المتبادل بين داعميها رغم الخطر المشترك، مؤملة تلك الشركات جودة لقاحاتها على آخذي اللقاح ليحملوا على عاتقهم النتيجة والملاحظة.

حتى هذه الفترة الراهنة من التعاون في اتباع الإجراءات الصحية نجد إدعاءات متبادلة في منشأ وانتشار فيروس كورونا كوفيد 19، وحينما يذكر الإعلام عن أول حالة مكتشفة بالإصابة في مدينة ووهان الصينية نجده أيضا يذكر بأن الفيروس أتى من إصابة في أفراد سافروا إلى ووهان من أمريكا وقبل اكتشاف حالة المصاب في سوق سمك المدينة الصينية من حيوان الوطواط، مستندة في ذلك الى تصريحات أخبار إعلامية أستنتج من خلالها تكهنات عن الإصابات الأولى للفيروس.

وبعد هذا وذاك مازال الإعلام يتداول تصريحات ودعوات منظمة صحة عالمية عن منشأ الفيروس ولقاحاته وعن أول إصابة به ونظريات مسبباته وانتشاره وتدقيقات عن الخطأ والمسئولية بالإضافة إلى إدارة أزمة لهذه الجائحة البشرية بانتظار ليلة القبض على الوطواط!

(رابط اليوتيوب واحد من تقارير عدة: تقرير من شبكة أخبار أي بي سي نيوز في شهر يناير من عام 2018م عن انتشار وباء الإنفلونزا في الولايات المتحدة بشكل غير مسبوق).

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى