أقلام

الأحساء تنعى الغزال

عادل الحسين

أهدي هذه الأبيات إلى روح وضريح الفقيد السعيد الأديب الشاعر الأستاذ محمد عبدالله الغزال رحمه الله تعالى.

أَحْسَاؤُنَا تَنْعَى أَدِيبًا حُرَّا
تَنْعَى الْغَزَالَ مُحَمَّدًا مَنْ سَرَّا

تَرَكَ الْأَدِيبُ مُحَمَّدٌ أَحْبَابَهُ
وَمَضَى سَرِيعًا تَارِكًا مَنْ خَرَّا

فَالصَّدْرُ مِنْ حُزْنٍ عَلَتْهُ زَفْرَةٌ
وَالْقَلْبُ مِنْ عِظَمِ الْمُصِيبَةِ ضُرَّا

أَجْرَى دُمُوعَ الْعَاشِقِينَ جَمَالُهُ
خُلُقًا وَرُوحًا فِي سُلُوكٍ قَرَّا

وَالْكُلُّ يَبْكِي فَقْدَهُ فِي لَوْعَةٍ
قَدْ أَلْهَبَتْ أَحْشَاءَهُمْ وَالصَّدْرَا

كَمْ رَاحِلٍ عَنَّا بَكَتْ أَحْبَابُهُ
حُزْنًا وَلَكِنْ فَقْدُهُ قَدْ أَفْرَى

رَحَلَ الْغَزَالُ وَلَمْ تَزَلْ نَفَحَاتُهُ
تَحْكِي الْحَكَايَا وَالرُّؤَى وَالشِّعْرَا

أَثْرَى جَمَالَ الْحَرْفِ فِي أَعْمَالِهِ
شِعْرًا وَنَثْرًا أَسْكَرَا مَنْ يَقْرَا

إِنْ قِيلَ رَاوِيَةٌ، هُوَ الْعَلَمُ الَّذِي
أَمْسَتْ حَكَايَا لَيْلِهِ كَالْبُشْرَى

‏وَإِذَا تَلَا شِعْرًا تَرَاهُ يَغُوصُ فِي
‏أَعْمَاقِهِ كَيْ يَسْتَثِيرَ الدُّرَّا

‏وَيُمَحِّصُ الْأَفْكَارَ عَنْ عِلْمٍ بِهَا
كَيْ يَأْخُذَ الْأَصْفَى فَتَبْقَى ذُخْرَا

يَا سَيِّدِي نَوِّرْ ضَرِيحَ مُحَمَّدٍ
بِالْآلِ مَنْ فِي حُبِّهِمْ قَدْ بَرَّا

وَبِحَقِّ نُورِ الْمُصْطَفَى وَبِآلِهِ
هَيِّئْ لَهُ دَارًا تُضَاهِي الْقَصْرَا

وَاجْعَلْ لِمَنْ أَهْمَى الدُّمُوعَ لِفَقْدِهِ
نُورًا يُضِيءُ حَيَاتَهُمْ فِي الْمَسْرَى

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى