أقلام

كن هادئًا تكن مبدعًا وناجحًا في مختلف النواحي الحياتية

جواد المعراج

إن الهدوء من الصفات التي تجعل الإنسان يحقق أي هدف يطمح له في الحياة سواء كان من الناحية الاجتماعية أو العملية، فالإنسان مطالب بأن يتمرن على ضبط الحالة النفسية وطريقة التعامل مع الناس، وزيادة على ذلك عندما يتكلم معهم بالأسلوب الذي له قصد في جعل الآخرين يأخذون عنه انطباعات إيجابية، وذلك كي يتفادى التعرض للمشاكل والأمور المقلقة.

على سبيل المثال لو قابل الإنسان شخصا مستفزا ورديئًا من جانب التعامل وطريقة التحدث، من هذه الزاوية يجب أن يكون الفرد هادئًا خاصة أمام الأشخاص المستفزين فهؤلاء ينتظرون من الطرف الآخر ردة فعل؛ حتى تكون لهم القدرة على تعكير مزاجه وتعرية المواقف الخاصة به أمام الناس؛ فمثل هذه النوعية تسعى بقوة إلى البحث عن نقاط الضعف والتصيد على كل زلة وخطأ تجاه الآخر لتملك الفرصة في النيل منه؛ نتيجة الحقد والكراهية.

وبالتالي فإن عدم إعارة أي اهتمام للمستفز يسهم ذلك في الابتعاد عن تضييع العواطف والمشاعر الإنسانية كالغضب، خاصة أن الانفعال له آثار نفسية سلبية تجاه الشخص الذي تعرض لمثل هذا السلوك السيئ الذي يسبب زعزعة للراحة والطمأنينة النفسية، وفي هذا المجال كثير من الناس تهدر أعصابها على مثل هذه الشخصية غير المحبوبة بل والعدوانية التي دائما تعيش حياتها في المحاولات التي تهدف للتنمر وإيذاء الآخرين، من أجل أن يشعروا بالضيق والإحباط.

وجدير بالذكر أن الشخصية الاستفزازية لديها نوع من النقص بشكل كبير نتيجة المعاناة من الضعف في التركيز والثقة بالنفس والمشاعر والانفعالات، فالشخص الذي يمارس سلوك الاستفزاز يحاول سد احتياجاته النفسية لأنه في الحقيقة شخصية ضعيفة وهشة وسريعة الانفعال في مجال التعامل مع الآخرين، فهي ليست لديها قدرة على محاورة ومناقشة من حولها بطريقة هادئة بسبب الشعور بالخوف عند لحظة الدخول في النقاش خاصة مع الأفراد العقلاء، ولأن لديها معرفة تامة أن العاقل ستكون لديه قدرة على ضبط أعصابه والتعامل معها بصورة إيجابية مبنية على الفن والهدوء وسعة الصدر.

وقد تقابل مثل هذه النوعيات من البشر في مختلف الأماكن سواء كان ذلك في المدرسة أو المناسبات أو الشارع وغيرها من أماكن أخرى، فلا تسمح لهم بأن يعملوا على تقطيب وجهك وتضييق يومك الجميل، ولا تجعلهم يعكرون مزاجك وزيادة على ذلك اجعل هؤلاء في قاموس حياتك كأنهم نكرة؛ كأي شيء غير مهم بالنسبة لك.

قل من أعماقك المشرقة: أنا سأعيش في هذه الحياة مرة واحدة وفي النهاية سوف نموت جميعا؛ فلماذا أدمر نفسي واستجيب لما يقال من قبل السلبيين، ثم بعد ذلك اتبع وساوس الشيطان الذي يجعل الخاتمة الخاصة بالإنسان ذات مظهر شرير؟
يا الله أحسن خاتمتي واجعلها مصحوبة بالأخلاقيات والأعمال الخيرة والجميلة، لأبقى ذكرى طيبة لأسرتي وأصدقائي وأحبائي؛ ليشتاقوا لي.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى