بشائر المجتمع

المرهون: يجب على الكاتب في أدب الطفل أن يكون عارفًا بنفسية الطفل وماذا يريد أن يقرأ

رباب حسين النمر: سيهات

استضاف منتدى سيهات الأدبي عرش البيان؛ الدكتور جواد المرهون مساء الأحد الماضي في مقره بسيهات، حيث تحدث عن أدب الأطفال في فترة امتدت إلى ساعة ونصف ضمن سلسلة أنشطة النادي وفعالياته.

وارتكز المرهون على محاور أربعة حول تجربته الكتابية فيما يتعلق بأدب الطفل، وأردفها بالحديث عن مبادئ الكتابة للطفل، وما يجده الكاتب من صعوبات في هذا الحقل.

وعرض المرهون في المحور الأول سردًا حول مراحل الكتابة التي مر بها فيما يتعلق بقصة الطفل، وأوضح أنها بدأت في وقت مبكر من مقتبل عمره، حيث بدأ بممارسة هواية القراءة التجويدية في أولى سنوات الدراسة. ثم توسَّع اطلاعه فيما تلاها من السنوات فشملت موضوعات كثيرة منها الحوارات، وقصص العرب، والسير، وأخبار الأدب والثقافة في العالم، والاستماع للإذاعة ومشاهدة التلفاز. ثم بدأ تدوين خواطره وأشعاره ونشر بعضها.

وأضاف: أنه في مرحلة الدراسة الجامعية طوَز هواية التمثيل وكتابة القصة القصيرة والمسرحية، وشارك على مسرح الجامعة، وفي المسابقات الكتابية الثقافية للقصة والمسرح. وبعد التخرج انخرط في سلك العمل حتى واتته فرصة الكتابة الأسبوعية في إحدى الصحف المحلية ليكتب أسبوعيًا قصة قصيرة للأطفال، حتى تمكن من إصدار ست مجموعات قصص قصيرة للأطفال، هي (رحلة مدرسية، الثعلب يحتال على ملك الغابة، عُليَّة صديقة البيئة، الوردة السوداء، الجبل الجليدي، الأسماك الذهبية)، وكتاب عرض فيه نصًّا مسرحيًّا للأطفال بعنوان(خُربُشانة)، ومجموعة قصصية لا تزال تحت الطباعة.

وتناول المرهون في المحور الثاني أهم مبادئ كتابة القصة القصيرة للأطفال عارضًا تجربته الشخصية حيث يفكر مليًا في فكرة جيدة ومفيدة، أو أية فكرة جيدة تطرأ على باله، فيعمل على معالجتها بمقدمة وحبكة ونهاية. ثم يراجع ما يكتبه عدة مرات، ويعيد المراجعة مرات كثيرة جدًا، وقد يرجع لها بعد فترة ليراجعها، حتى تخرج من بين يديه بالصورة المنشورة في المكتبات.

وفي المحور الثالث تحدث المرهون عن الفنون التي أودعها قصصه لتكون مشوقة وأساليب أخرى في الحوارات، واختيار الشخصيات والكلمات، وقد يطَّلع عليها من يقرأ بعض قصصه، وتصب جميعها في تكوين قصة قصيرة مركزة وجميلة ومسلية ومفيدة للأطفال.

وفي المحور الثالث ذكر المرهون أهمية الحفاظ على قصر القصة وعدم تشعب أحداثها وعدم كثرة شخصياتها أو أماكن حدوثها، وقصر المدة قدر المستطاع.

وأشار إلى أهمية اختيار مواضيع وأسماء شخصيات وأماكن جديدة حتى لا يمل الطفل من القراءة، ويحرص الكاتب على خلق أحداث قصة تجذب انتباه الأطفال دون إقحامهم في أحداث قوية الإحساس وشديدة الأثر على الطفل. ويجب أن تكون الأحداث متسلسلة ويفهم الطفل تسلسلها حدثًا بعد آخر.

وأخيرًا نوه المرهون في حديثه إلى أهمية الالتزام بالأمور الأخلاقية والأدبية في الكتابة للطفل، واختيار عنوان الكتاب وعناوين القصص وأسماء الشخصيات بعناية، والالتزام في اختيار الرسومات المعبرة عن القصة.

وعن صعوبات كتابة القصص القصيرة للأطفال لخص المرهون أهمها في المحور الرابع ونوه إلى أنه جرت العادة أن يكون هناك مختصون لكتابة القصص القصيرة للأطفال لأنها تتطلب من الكاتب أن يكون عارفًا بنفسية الطفل وماذا يريد أن يقرأ، وأن يكون الكاتب على دراية وبحث عن ماذا يريد أن يفيد الطفل أو الهدف المحدد من القصة. وعلى الكاتب أن يعالج قصته ويكون ملمًا بعوامل سلامة الطفل وصحته وأخلاقه، وتوجهه المستقبلي. وهذا يتطلب أيضًا قراءة مستمرة واطلاعًا واسعًا قد لا يتوافر للكتاب في أعمار معينة.

وقد يواجه الكاتب صعوبات تشكيل قصصه أو بعض الكلمات لقلة خبرته باللغة التي يكتب بها وأساساتها، أو يصعب عليه الاطلاع على الرسومات أو التغييرات في ما كتبه قبل الطبع. كما قد تستغرق طباعة مجموعة من القصص القصيرة للأطفال وقتًا طويلًا، وقد لا يستفيد الكاتب من طباعة كتابه ماليًا، كما قد يُعرض الكتاب بسعر أعلى مما توقعه الكاتب نظرًا لارتفاع سعر الطباعة والنشر والتوزيع.

الجدير بالذكر أن الدكتور جواد أحمد المرهون من مواليد القطيف، حاصل على شهادة بكالريوس اللغة العربية وآدابها من جامعة الملك سعود بالرياض، ودبلوم صحافة وكتابة القصة القصيرة، وحاصل على درجة الماجستير ثم الدكتوراه في إدارة الأعمال من جامعة هال بالمملكة المتحدة.

   

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى