أقلامبشائر المجتمع

قراءة في كتاب تقديمات (العلامة الفضلي)

 

عادل حسن الحسين – الإحساء

قراءة في كتاب تقديمات (العلامة الفضلي) لـِ كتب وبحوث في الدين واللغة والثقافة والتاريخ.

بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، وسلام على عباده الذين اصطفى.

أحيانا يقف الإنسان مشدوها أمام بعض الشخصيات التي مرت في حياتنا والتي تركت بصمات خالدة من خلال ما تركوه من نتاج علمي وفكري ومعرفي. والدهشة التي تعترينا أمام ما تركوه من نتاج ليس فقط على المستوى النوعي وإنما أيضا على المستوى الكمي. فكان لديهم نتاج غزير من حيث العدد ونتاج نوعي من حيث العمق والإتقان. لله درهم من علماء نذروا أنفسهم لخدمة الدين والأمة. ولم يقف هدفهم عند ما يجب عليهم من أداء فرائض الدين والأخلاق، وإنما تعدى إلى خلق جيل واع وفعال ليمسك بزمام الأمور من بعدهم. وسوف أقف عند مفردة واحدة اهتم بها بعض علمائنا الأعلام وهي تشجيع أبناء جيلهم على التحقيق والتأليف والكتابة.

ومن علمائنا العاملين الذين كان لهم دور كبير في تشجيع كثيرٍ من طلبة العلوم الدينية والباحثين والمثقفين على التحقيق والكتابة والتأليف لإثراء الساحة العربية والإسلامية بفنون المعرفة المختلفة، هو العلامة الشيخ عبد الهادي الفضلي رضوان الله تعالى عليه «1354هـ-1434هـ»، حيث كانت له ريادة ملموسة في هذا المجال. لذا قلّما تخلو محاضرات العلامة الفضلي وندواته من الأطروحات والرؤى الجديدة. وعندما يمر الشيخ الفضلي على بعض جوانب الموضوع التي لم تأخذ نصيبها من البحث والاستقراء كان يلفت نظر الباحثين والمثقفين ويرشدهم إلى هذه الجوانب، ويشجعهم على طرق أبواب تلك الجوانب بالبحث والدراسة[1].

وكثيرًا ما وجد المثقفون والباحثون في محاضراته وندواته أفكارًا جديدة. وكانت تلك الأفكار نواة لبحوث ومؤلفات. وقد رأينا بعضًا من هذه الكتب والبحوث التي استلهمت فكرتها من محاضرات وندوات الشيخ الفضلي. وقد اهتم الشيخ الفضلي بنتاج الباحثين والمثقفين من خلال التقديم لكتاباتهم والتقريظ لنتاجهم الفكري[2]. وقد سرد الشيخ عبد الله اليوسف – على سبيل المثال – بعض الكتب التي قدم لها الشيخ الفضلي، حيث سرد 65 عنوانًا[3].

وصدر حديثًا كتاب بعنوان: «تقديمات لكتب وبحوث في الدين واللفة والثقافة والتاريخ»، يتناول فيه الكاتب أكثر من 160 تقديم كتبها العلامة الفضلي لكتب وبحوث في الدين واللغة والثقافة والتاريخ. وهذا الكتاب من إعداد وتنظيم الشيخ أحمد السمين، أستاذ الحوزة العلمية والجامعة.

 

– عنوان الكتاب: تقديمات لكتب وبحوث في الدين واللغة والثقافة والتاريخ.

– إعداد وتنظيم: الشيخ أحمد السمين.

– الطبعة: الطبعة الأولى 1439هــ / 2018م.

– الناشر: مؤسسة الكوثر للمعارف الإسلامية.

– الصفحات: 906 صفحة من القطع المتوسط.

 

وقد بذل الشيخ السمين جهدا ملموسا في جمع مادة الكتاب. وقد ضم الكتاب تقديما للعلامة الشيخ محمد علي التسخيري، وهو صديق وزميل العلامة الشيخ الفضلي في كثير من الدروس في النجف الأشرف. وضمَن الشيخ السمين الكتاب بمقدمة تكلم فيها عن عقبات جمع مادة التقديمات، وخطوات الإعداد والتنظيم، ونداء والتماس من الباحثين والكتاب لتزويده بما فاته من التقديمات، ثم الخاتمة.

وتكلم الشيخ السمين في الباب التمهيدي عن أدب التقديم عند العلامة الفضلي من خلال: توطئة ومحوران؛ المحور الأول: مداخل منهجية لأدب التقديم، والمحور الثاني: قراءة تطبيقية لتقديمات العلامة الفضلي.

وقد صنف الشيخ السمين التقديمات وفقًا لأهم موضوعاتها وجاءت في أحد عشر بابًا:

الباب الأول: علوم القرآن: وضم 8 تقديمات.

الباب الثاني: العقيدة الإسلامية: وضم 16 تقديما.

الباب الثالث: الفقه وأصوله: وضم 16 تقديما.

الباب الرابع: الأخلاق والعرفان: وضم 18 تقديما.

الباب الخامس: التربية الإسلامية: وضم 8 تقديمات.

الباب السادس: تاريخ أهل البيت: وضم 14 تقديما.

الباب السابع: شخصيات إسلامية: وضم 14 تقديما.

الباب الثامن: تاريخ الأحساء والقطيف: وضم 8 تقديمات.

الباب التاسع: اللغة العربية: وضم 13 تقديما.

الباب العاشر: الأدب العربي: وضم 30 تقديما.

الباب الحادي عشر: الثقافة العامة: وضم 16 تقديما.

 

مسك الختام:

ختاما لا يسعني إلا أن أشيد بهذا الجهد الكبير الذي بذله الكاتب في إخراج هذا الكتاب الرائع. كما أبدي إعجابي بما قام به الكاتب من تصنيف للتقديمات وفقا للموضوعات التي كتب فيها مؤلفو الكتب والبحوث. والجميل في هذا الكتاب – من جهة – أن الكاتب أطلعنا على موسوعية العلامة الفضلي في كثير من فنون المعرفة من خلال التقديمات التي كتبها حيث بث فيها آراءه حول مواضيع نلك الكتب والبحوث التي قدم لها، وبالتأكيد أكسبها قيمة علمية مميزة. ومن جهة أخرى، أظهرت التقديمات أن العلامة الفضلي يمتلك منهجا تربويا في الحث والتشجيع على الكتابة والبحث العلمي.

فشكرا للشيخ السمين على هذا الكتاب المميز، وشكرا للعالم الفذ الكبير العلامة الفضلي رضوان الله تعالى عليه على ما أسهم به من علم وفكر للارتقاء بوعي الأمة. رحمه الله رحمة الأبرار وأسكنه فسيح جناته مع محمد وآله الأخيار.

[1]– اليوسف، عبد الله أحمد. مرجع سابق، ص 49-56.

 

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى