بشائر المجتمع

الشيخ النمر يدعو لاستلهام المقاصد والمبادئ القرآنية

فاطمة الشيخ محمد الناصر

دعا الشيخ عبدالله النمر إلى التمعن والعيش مع النسق القرآني العام وأن نستلهم المقاصد والمبادئ القرآنية الشريفة، مبينا أن القرآن الكريم بنيَّ على منظومة معرفية ومنطقية معينة، وهذا البناء الذي يتحدث عنه القرآن الكريم أن هناك سنن إلهية كونية تدير هذا الكون لا تتخلف ولا يستثنى منها شيء، مستحضرا قوله تعالى ” ما تسبق من أمة أجلها وما يستأخرون”، وأن هذه السنة الإلهية الحاكمة التي جرت على الأمم السابقة واللاحقة حاكمة في تدبير هذا الكون و الانسان خاضع لهذه السنن ضمن قوانين إلهية، خلال خطبة يوم الجمعة.

وقال أن الأمم التي تأخذ بأسباب هذه القوانين الإلهية فإنها لها البقاء والرفعة والعزة والكرامة والغلبة، أما الأمم التي تتخلف عن هذه القوانين فإنها تفنى وتهلك وتنتهي وهذه القاعدة الأولى، والقاعدة القرآنية الثانية أيضا تشير إلى سنة إلهية حاكمة يسميها القرآن الكريم الاستحلاف، موضحا أن ارادة الله وحكمته شاءت أن تجعل للإنسان مساحة استخلاف، والخليفة هو المدبر والمقرر والصانع والفاعل.

 

اعلان تجاري

واستحضر النمر قوله تعالى ” يود الذين كفروا لو كانوا مسلمين”، ملفتا أن هذا قرار واختيار من الانسان الكافر نفسه وحين يدرك عاقبته يود أن يؤمن ويأخذ بأسباب الحق والإيمان، ووضح أن للقرآن الكريم معاني عامة كما يوجد خاصة وأن المنطلق خلال حديثه عام، وكثيرا من الآيات الكريمة تختتم بهذه المعاني مستشهدا بقوله تعالى “فقل سلام عليكم كتب على نفسه الرحمة” وتابع أن هذه التدابير والسنن تحكمها الرحمة الإلهية، فالكتابة الإلهية هي السنن والتدابير والدساتير الربانية الحاكمة على كل مجريات الكون، فأي أمة ترغب بالمكنة لا تخرج عن تدابير الله سبحانه والأمم التي تقاوم هذه التدابير تواجهها الكتابة الإلهية مستشهدا بقوله تعالى ” كتب عليه أنه من تولاه فأنه يضله ويهديه إلى عذاب السعير” وهي الحاكمة والمهيمنة على كل جزيئات هذا الكون على مستوى الأفراد والأمم.

ودعا أن على الانسان يكون مدركا في عمقه أن كل ما يجري في هذا الكون خاضع لهذه السنن الإلهية، منوها أن هذه السنن والتدابير ليست حتميات كما تتبناه دراسة الحركة الاجتماعية، فمنهم من انتهى إلى أن الانسان خاضع لمشاعر غرائزية تحكم حركته أو اقتصادية أو تاريخية أي خاضع لحركة التاريخ بحيث تفقده اختياره وانتخابه لطريق الحق، مشيرا إلى أن القرآن الكريم يؤكد أن الانسان له اختيار وانتخاب واستخلاف.

وأثار النمر تساؤلا تأمليا “إنما كيف نوفق بين هذه السنن والقوانين الإلهية الكونية واختيار الانسان؟” مبينا أن هذا من الابداع الإلهي واللطافة، فهذه السنن في حقيقتها رحمة ربانية ولطف إلهي. واستخلص من الفكرة أن المشيئة الإلهية في اجراء أحداث الكون تضمن أن تكون هذه الحركة الإلهية من اختيارك وانتخابك أنت كفرد أو أمة.

واختتم بتوجيه للحاضرين أن تستغل أيام الامتحانات الدراسية إلى حالة طبيعية واستثنائية وجعلها نموذجا من الجد والاجتهاد والمثابرة في ميادين الحياة لا جعلها حالة من الضغوط النفسية، ومن هنا فإن السنن الإلهية ستأخذ بأيدينا نحو المطلب المختار.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى