أقلام

جيل الشباب وبناء المستقبل المشرق

جواد المعراج

الإنسان في هذا العالم الافتراضي والخارجي يستخدم وسائل التواصل أو الإنترنت، من أجل الاستفادة من المعلومات ومتابعة الأخبار في كل منطقة وزيادة على ذلك متابعة المواضيع التي تطرح على المستوى الديني والاجتماعي والثقافي وغيرها من توجهات أخرى لها هدف في تنمية المبادئ والقيم الأخلاقية والتربوية.

ولكن في جانب آخر هناك جزء من الشباب من يدمن على استخدام جهاز الكمبيوتر أو الهاتف المحمول في زيارة المواقع غير المرغوب فيها كالدخول على المنتديات والمواقع المخلة بالآداب وفي ناحية الطرح والأفكار، وهي التي تؤثر العقيدة والدين بل تجلب الفيروسات للجهاز والعقد النفسية التي تسبب ارتباكات وتأثيرات إدمانية لها غرض إفساد العقل والشخصية.

الإنسان في هذا الزمن يحتاج إلى أن يستثمر الوقت في الأمور التي تعود عليه بالفائدة والتي تخلق له اتزان عقلي وليس كالأشخاص الذين يمارسون هذه العادة السلبية التي تشمل متابعة ما هب ودب في الانستقرام أو التيليجرام أو الفيسبوك أو التويتر، وبالتالي فإن من يتبع القطيع الفاسد وأصحاب الألعاب الإلكترونية والشهرة والمسلسلات وأفلام نينفليكس يقع في عالم مظلم ومتاهة لدرجة يصل ذلك الشخص لنسيان الممارسات العبادية والواجبات الدينية والمشاركات والمناسبات التي تحدث في المجتمع.

ولا ننسى أن هناك فئة من الشباب يستغلون مواقع التواصل في نشر الرذائل والتجارة وبيع الصور والمقاطع الفاسدة والمخلة بالآداب، عن طريق تأسيس حساب وهمي في الإنترنت وهؤلاء هم السبب في انحراف الأبناء والبنات واليافعين الذين يجلسون لفترة طويلة على شاشة التيك توك التي تظهر المحتويات الفاسدة وغير المرغوب فيها على مستوى المجتمعات الإسلامية التي يوجد فيها حالات الالتزام الديني والقانوني.

ومن أسباب انشغال فئة من الشباب بهذه المفاسد هي: ضعف الوازع الديني، وغفلة الوالدين عن متابعة الأبناء في الإنترنت، وعدم حضور ومتابعة المناسبات والمحاضرات التي تقام في مواقع التواصل والدورات الدينية، إضافة إلى ذلك مصاحبة الأصدقاء الذين يشجعون الآخرين على تقليد ومشاهدة هؤلاء اليوتيوبرز المزعجين والمدمنين على الألعاب الإلكترونية.

والحلول المناسبة للتعامل مع هذه المشكلة التي تحصل بين جيل الشباب هي: تدريب النفس وبرمجة العقل على ممارسة عادة إيجابية بشكل يومي لها دور في التخلص من العادة السلبية المتعارف عليها، ومثلًا بإمكان كل شاب أن يخصص وقت للممارسة عمل معين في اليوم وعلى سبيل المثال الذهاب لأنشطة اجتماعية وتطوعية وفعاليات وندوات ومحاضرات عوضًا عن السير على نفس المنوال السلبي الذي يخلق عقد ومشاكل نفسية تؤثر على المستقبل.

في هذا المجال أن لدى الوالدين دور في تعليم وتربية الشباب والأبناء على استخدام الإنترنت بشكل صحيح، وذلك من خلال وضع قوانين في المنزل تبين الانشغال بالممارسات والهوايات المفيدة كتنظيف وترتيب الغرفة الشخصية بين فترة وأخرى، ومساعدة المربين في حل مشاكل الأبناء، ومزاولة هواية القراءة والعمل التطوعي، وتخصيص وقت للحوار والنقاش مع الوالدين في جانب بناء المستقبل المشرق، والتعلم على كيفية تقوية الشخصية في المجتمع والصورة الإعلامية بعيدًا عن الانشغال بالمواقع غير المرغوب فيها التي تخلق تهيجات وانفعالات عصبية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى