أقلام

نشر باحثون أكبر خريطة ثلاثية الأبعاد للكون عُملت على الإطلاق

ترجمة: عدنان أحمد الحاجي

تشير البيانات إلى أنه قبل حوالي 6 مليار سنة ، بدأ توسع الكون في التسارع، خريطة جديدة ثلاثية الأبعاد، بنيت بعد عقود من جمع، وتحليل بيانات من الأجواء، تظهر كيف تغير الكون وتوسع على مدى 11 مليار عام.

الخريطة، التي نُشرت على الإنترنت في وقت متأخر، من يوم الأحد الماضي الموافق ل  19 يوليو 2020، هي أكبر خريطة ثلاثية الأبعاد للكون، تم بنائها على الإطلاق، وتبين أنه منذ حوالي 6 مليارات سنة، بدأ الكون يتسارع بسرعة أكبر مما كان عليه، في الـ 8 مليارات سنة التي سبقت ذلك.

الخريطة والتحليلات التي دخلت في إعدادها، تُعد النتائج النهائية لمشروع تعاون دولي، اشترك فيه أكثر من 100 من علماء الفيزياء الفلكية.

نتج عن هذا العمل البحثي  ما لا يقل عن 23 بحثًا أكاديميًا، نُشر في وقت متأخر من يوم الأحد المزبور على خادم قبل الطباعة ‪arXiv‬، جنبًا إلى جنب الخريطة، التعاون، الذي أطلق عليه “‪eBOSS‬” وهو مختصر ل المسح الباريوني الطيفي، الممتد للتذبذب استخدم النجوم الهائلة البعيدة جدًا، ( الكوازارات ‪quasars‬) والمجرات الخافتة لتوسيع الخرائط السابقة.

قالت آشلي روس، باحثة  كتالوج المشروع والمؤلفة الرئيسية في إحدى الأوراق، التي صدرت الليلة الماضية (19 يوليو 2020): “أحد الأشياء التي نريد أن نتعلمه هو التطور الزمني.

للطاقة المظلمة- هذا الشيء الغامض الذي يسبب تسارع الكون”، روس هي أيضًا باحثة في مركز جامعة ولاية أوهايو للعلوم الكونية والفيزياء الفلكية، قدم هذا المسح رؤىً جديدة، عن كيف توسع الكون خلال فترة زمنية، لم يتم دراستها بشكل كافٍ، ويوفر قياسات تفصيلية لأكثر من مليوني مجرة.

قبل فريق ‪eBOSS‬، عرف باحثون مكان الأجسام كالمجرات، والكوازارات في السماء كما تُشاهد من الأرض – وهذه في الأساس هي خريطة ثنائية الأبعاد للكون.

أضاف هذا المسح المسافة إلى كل جسم، مما سمح للباحثين ببناء نموذج ثلاثي الأبعاد، تغطي هذه الخريطة مساحة معظم الكون- ومزيدًا من الزمن- أكثر من أي خريطة أعدت من قبل، يقدر العلماء عمر الكون بحوالي 13.8 مليار سنة، الدراسات السابقة لخرائط المستعرات العظمى ( سوبرنوڤا)، والمجرات من مسح سلووان ‪Saloan‬ قاست تمدد الكون على مدى 7 مليارات سنة الماضية.

أظهرت خرائط سابقة أخرى لقطة للكون بعد حوالي 300 ألف سنة، من الانفجار العظيم، وهذا يعني أن علماء الكون وعلماء الفلك عرفوا أساسيات كيف توسع الكون خلال المليارات القليلة من السنوات الماضية.

وكان لديهم أيضًا معلومات جيدة عن كيف  بدا الكون، في البداية بسبب الدراسات العلمية التي حللت العناصر، التي تكونت بعد الانفجار العظيم، ولكن حتى هذا المسح، كانت هناك فجوة في تلك المعرفة بدأت بعد حوالي 300 ألف سنة من بدء الكون، قام فريق لل ‪eBOSS‬ بتسجيل التوزيع المكاني للمجرات، والكوازارات على بعد 7 إلى 11 مليار سنة ضوئية- وهذا يعني أن الضوء الذي التقطه المشروع كان موجودًا قبل 7 إلى 11 مليار سنة.

ورأوا أن توسع الكون تسارع خلال ذلك الزمن، قال وينبرغ: “هذه هي الحقبة الزمنية، التي تغير فيها توسع الكون من التباطؤ إلى التسارع”.

تؤكد قياسات فريق ال‪eBOSS‬ صورة الطاقة المظلمة التي اقترحتها القياسات السابقة، مما يدل على أنها تنبأت بالتوسع الكوني، بشكل صحيح في هذه الأزمنة الوسيطة، لكنها ضخمت من الشد أيضًا مع القياسات الأخرى لمعدل تمدد الكون اليوم، وهي الكمية التي يشار إليها باسم ثابت هابل.

ناقش العلماء لسنوات القيمة الحقيقية لثابت هابل، أظهر هذا المسح تباينًا في معدلات التوسع المقاسة، وهو أمر لم يجد الباحثون عليه إجابات سهلة.

قالت روس: “يناقش علماء الكون بشراسة ما إذا كان هذا الخلاف نتيجة خطأ في القياسات أو ما إذا يخبرنا بشيئ جديد عن الفيزياء الأساسية”، وقالت روس إن النتائج التي نشرها فريق ال ‪eBOSS‬ يوم الأحد (19 يوليو 2020) تفتح الباب أمام تحليل أعمق، وقياسات أكثر دقة لتوسع الكون.

هناك مشروع جديد، يسمى ب  مطيافية الطاقة المظلمة- وهو مشروع دولي آخر يشارك فيه  بعمق علماء الفلك، والفيزيائيون بجامعة ولاية أوهايو – في محاولة لجمع بيانات أكثر تفصيلاً.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى