أقلام

مراهقو الخمسين

إيمان الموسى

كالعادة عائلة ( بو أحمد ) تخرج في الويكند مع العائلة للترفيه والتسوق ، وفي ذاك اليوم لم يكن بو أحمد كعادته ، فهو يتصرف كمراهق عندما مرت من أمامه فتاة جميلة لم يتمالك نفسه ، وشعرت به زوجته . بعدما هم بملاحقة الفتاة.. شدته زوجته وقالت له : إلى أين ؟ ألا تستحي والشيب ملأ رأسك ؟! فرد بو أحمد وقال : ( هناك عاصفة مغناطيسية تشدني )؟؟!! تفاجأت من رده لأنه على غير عادته وقالت له وأنا أين موقعي ؟ فقال : ( عفوا الدكتور قال لي ابعد عن النواشف وعليك بالدسم وانتي ناشفة ) ثم تراشق بو أحمد وزوجته بالكلام فأشتد النقاش ، واحتدم الموقف ، وهددها بالزواج من إمرأة أخرى ! ونال الزعل من أم أحمد لدرجة أنها قررت طلب الطلاق ! وترك بيتها الذي عاشت فيه أيام صباها ، وأنجبت فيه أطفالها ، وتأسست جدرانه بالعشرة الطيبة ، والمحبة والمودة .

كل شئ تغير ، ملامحهم شاخت مع الزمن ، وانقلب ( بو أحمد على أم أحمد ) لأنه دخل بمرحلة تسمى ب [ المراهقة المتأخرة ] أو [ أزمة منتصف العمر ] وهي حالة تصيب كلا من الذكور والإناث بسبب انتقالهم من مرحلة إلى مرحلة ، وقد تبدأ من عمر 37 حتى 50 ومن يعاني من المراهقة المتأخرة سيجد نفسه يميل لهذه التصرفات وهي :
. ميل الزوج إلى التعرف بفتيات جدد أو الارتباط بزوجة أخرى.
. نفور المرأة من زوجها ، وشعورها بالإحباط ، فترى بأنها لم تنجح في تحقيق أحلامها ، وتتمرد على دور الأمومة .
. الشعور بالعودة إلى الشباب و ممارسة الهوايات السابقة .
. الشعور بالملل من الحياة الروتينية .

يظهر على الرجل في هذه المرحلة رفض القيام بمهامه المعتادة ، وشدة الميل للنساء الأخريات ، لأنه يبدأ بمراجعة علاقته الزوجية وتقييم زوجته ، ويريد أن يخرج نفسه من دور المسؤولية الذي ألزم نفسه به . ويكون قليل الرضا عن عمله ، وحياته ، وصحته .

أما المرأة فيمكن أن تبكي أمام المرآه ، وتبدو غير راضية عن شكلها وترهل جسمها ، وتقارن بين صورتها عند الزواج وبعده .

هنا تبدأ المشاكل بين الزوجين ، وتراشق الكلمات الجارحة ، والتعيير بما قدم من تضحيات فهو يقول : أنا فعلت كل شي لأجلكم… وهي ترد عليه وتقول : تخليت عن طموحي لأجلك ولأجل أولادك .

لماذا تحدث مثل هذه التصرفات ؟ يقول علم النفس أنه يظهر في هذه الأزمة ميل إلى التخلص من الحياة السابقة ، وربما تدميرها . لذا يلجأ إلى قرارات متهورة وسريعة . والبعض يصفها بـ [ اكتئاب ] منتصف العمر ، ويصاب بها عادة من يواجه ظروف ضاغطة ، فيشعر بـ:
فقدان الرغبة الجنسية ، وفقدان الرغبة بممارسة الرياضة والهوايات ، وترك العمل ، والتوتر والصداع والعصبية ، وقلة النوم ، وقلة الأكل أو الشراهه ، وعدم تقدير الذات ، والتشاؤم والعجز .

البعض يرى نفسه أعقل من أن يمر بهذه المرحلة ، وأنها يجب ألا تحدث لهم ، ولكنها تحدث ، فما الحل؟

قبل اتخاذ أي قرار قد يؤدي إلى الندم مدى الحياة اسأل نفسك :
– هل هذا قرار عقلاني أم أنني مدفوع إليه بمشاعري ؟
– هل القرار الذي اتخذته يؤثر على عملك ؟
– هل يتسبب في صدام مع شريكك ويؤذي مشاعره ؟
– هذه الرغبات المفاجئة مثل السفر لكل أنحاء العالم.. أو الزواج بثانية.. أو العوده إلى الشباب.. هل هي رغبات واقعية ؟

في هذه الأزمة قد ترى نفسك على حق ، ويراك الآخرون على خطأ . ولا عيب في زيارة الأطباء واستشارة المختصين بهذا الأمر لتخطى هذه المرحلة .

مقالات ذات صلة

‫2 تعليقات

  1. هل اللغة العربية عاجزة عندما استبدل الكاتب/الكاتبة كلمة عطلة نهاية الأسبوع بكلمة ويكند؟
    ام نحن يحب علينا ان نتعرف على الكاتب انة يتكلم اللغة الانجليزية من خلال دس بعض المفردات الغير عربية من خلال المقال
    للامانة موضوع رائع وفي غاية الأهمية
    كل الشكر لهذا الاختيار

  2. أخي القارئ فوزي، الكاتب ليس عاجزا عن مفردات اللغة العربية الغنية بمعانيها وبلاغتها وأدبها المتنوع، ولكن القراء مختلفون أيضا ومهمة الكاتب اليقض هو محاولة جذب أكبر عدد ممكن من القراء لبث الوعي الثقافي الأدبي، أحيانا تدخل كلمات عامية أو كلمات متعارف عليها ومنتشرة شبابية مثل كلمة ويكند. أما كتاباتي فهي تفيد الأدب الساخر وهو أصعب أنواع الأدب، والذي يستخدم اللهجة العامية ويدخل التعليقات ليضيف المرح في المقال فيحوله من قضية ناقده تدمي القلب ليطرح المشكلة فيتلاعب بقلمه ويحولها إلى سخرية ضاحكة نوعا ما. شكرا لإبداء رأيك وعلى الرحب والسعة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى