أقلام

ليلة القدر .. (قصيدة)

تحيَّرتُ في أمري وما زِلتُ لا أدري
بأيِّ حُروفٍ أجتلي (ليلةَ القدرِ)

أمِنْ أحرفٍ للنورِ في موكبِ الهدى؟
أمِنْ آيةِ التطهيرِ في مُحكَمِ الذِكرِ؟

فتهتُ كأني أستقي مِنْ مَعينِها
جمـالاً وإشـراقاً يشعُّ على البـدرِ

ولوَّنتُ نفسي (صبغةَ اللهِ)إنَّها
تفوقُ جلالَ المُمكِنَاتِ مِنَ الفخـرِ

أيا فاطمُ الزهراءُ يا روحَ أحمدٍ
إلى صدركِ الآبـاتُ تُنزَلُ بالأمـر

* * *

أيا شمعةَ الأسحارِ في حالِكِ الدُّجَى
تناجي إلهَ الكونِ في السِّرِّ والجهرِ

هداكِ إلهَ الحقِّ للخيرِ والشُكرِ
أيا قدوةَ الأبرارِ يا مِحوَّرَ السـرِّ

وفيتِ بإخلاصِ إلى اللهِ لم يزلْ
يفيضُ جلالاً كلما سِرتُ بالعمـر

إذا ما أشرتِ بالبنان إلى السما
تَفَتَّحَـتِ الأبـوابُ تأذنُ باليسـرِ

لكم مِن جلالِ الله بلْ مِن جمالهِ
جمالٌ (وما أدراكَ ما ليـلةُ القـدرِ)

* * *

كتبناكِ حِرزاً في الفؤادِ وآيةً
عُرِفنا بِهَا في الناسِ مِنْ عـالمِ الذَرِ

فمهما شطحنَا في الحياةِ جَذَبْتِنَا
إلى منهل الإيمان يا كوثر الطُّهرِ

إذا ضاقَ منَّا الصدرُ بالهَمِّ والجفا
فذكركِ يا زهراءُ يشفي من الضُـرِّ

وباسمكِ يا زهراءُ يرجِفُ خافقاً
فؤادي وبالإشراقِ يزهرُ والبشـر

وباسمكِ يا حوراءُ تُزهِرُ أحرفي
إذا ما خَبَا الإبداعُ مِنْ دافقِ الفِكرِ

يُذَكِرُنِي بالطُهرِ والصدقِ والوَفا
وعهـدٍ تجلـى في مكـارمـهِ الغُـرِّ

ولا خيرَ في التاريخِ إنْ لم يَكُن بهِِ
تأسٍ بأهلِّ الفضـلِ والحـقِّ والبِرِّ

* * *

أسيحُ معَ الأفكارِ في مجدِ فاطمٍ
فتسجدُ أحلامي إلى (مطلعِ الفَجرِ)

أرى حبَّكُم نوراً وناراً بأضلعي
(مُضَمَخَـةَ الأنفاسِ طيبةَ النَشرِ)

أُحسُّ إذا ما انسابَ إسمُكِ في الدُّجى
جمالَ السَنَا الوضاءِ يَهزَأُ بالبدرِ

أحسُّ إذا عيني رأتْ اسمَ فاطـمٍ
كأنَّ جنانَ الخُلدِ تُكشَـفُ عَن سِـترِ

أُحسُّ إذا سمعي تشرف باسمِها
كأنَّ زهورَ الروضِ تُفتحُ في صـدري

توسلتُ بالأطهارِ مِنْ آلِ أحمـدٍ
وما لي سِوى الزهراءِ يا ربِّ مِن ذُخْرِ

* * *

 

أسيحُ شغوفَ الروحِ في مجدِ فاطمٍ
فشعتْ لنا الآياتُ مِنْ سورةِ الدهرِ

فآيةُ شوقٍ تجعلُ القلبَ جنةً
تميسُ بأزهارِ المحبة والشكر

وآياتُ تعظيمٍ تثيرُ جوانحي
وتخلعُ لي قلبي وتسلبني فكري

إذا ما تجلت من معانيهِ صورةٌ
تُحيلك شوقاً حيثُ ( تدري ولا تدري)

(تمَكَّنَ مني الشوقُ) حتى كأنني
جديدٌ على الأشواقِ لم أحضَ بالصبرِ
* * *

كأني أرى الزهراءَ في ساحِ محشرٍ
تُكَـلَـلُ بالأنــوارِ باسمــةَ الثــغرِ

وتلقُطُ أنواراً مِنَ الحشرِ شيعةً
كما مَيَّزََ الطيرُ الخبيـثَ مِنَ الخيرِ

فناديتُ: يا زهراءُ رِفقاً بعاشقٍ
تدنَّــسَ بالآثـامِ مُنكَـسِـرَ الظَّهــرِ

أنا يا سماء الله يا ساق عرشهِ
تماديتُ حتى الكون قد ضجَّ من وزري

تجاسرتُ واشتاطَ المدى مِن جسارتي
وفرَّطتُ وانزاحَ المدارُ عن العُذرِ

وضعتُ كذراتِ الترابِ تلوكُني
رياحُ الأسى والهمِّ والخوفِ والذُّعرِ

أتيتـكِ معـدومَ المكـارمِ حـائِرَاً
وقدْ ضاعَ مني العمرُ في المسلكِ الوعرِ

إذا ما طلبتي الخيرَ مني فمفلسٌ
ظلـومٌ وتـلكَ النفـسُ ترفـلُّ بالشـرِ

ولكنني يا بنتَ أحمدَ مُدنَفٌ
شغوفٌ هزيلُ الجسمِ مِن عشقيَ البكرِ

يقينٌ بلا شكٍ وأنفاسُ عاشـقٍ
كذراتِ هذا الكونِ في خاطري تسري

خذيني إلى تلك السلال لأزدهي
كما الوردِ والريحانِ في زمرة الزهر

لعلَّ نسيماً من شذاها يُحيلني

شبيها لها في الشكل أو ظاهرَِ الأمرِ

فقالت:سلاماً للذي جاء سالماً
مِنَ الغلِّ والأحقادِ وليحضَ بالبـشر

تفضلْ إلى جناتِ عـدنٍ مكرماً
فلا تخشَ من همِّ ولا تخشَ من وزرِ

أأحبابَنا إنَّا على العَهدِ لم نزلْ
إذا مـا أخــذتُـم بالـولاءِ وبـالذكــرِ

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى