لقاءات صحفية

الروائية البوعلي: الأطفال هم ضحايا في الغالب

فاطمة الشيخ محمد الناصر – الدمام

عنيَ ابن مقرب الأدبي في الدمام بالأدباء الإحسائيين من قاصيين وروائيين وشعراء من الجنسين، وكان لهم دور فعال في اثراء الساحة الأدبية وتمكين أدباءه من تحقيق الكثير من المساعي الأدبية ومنها التشجيع على طباعة العمل الأدبي، فكان من ضمنها رواية أيقظني الديك للروائية والشاعرة رجاء البوعلي.

و كان لـ “موقع بشائر” حوار حول العمل الأول للروائية وما تضمنته بعض صفحات الرواية.

عالم الأدبيات فسيح، لما اخترتم تأليف الرواية؟

لأن الفن الروائي هو الأرحب الذي يُتيح للكاتب/ة فرصة التمدد والتغلغل في العمل الإبداعي دون قيود صارمة أو احتساب للوقت والأوراق، كذلك لم اتصور الموضوع إلا على هيئة رواية، أظن أن الفنون الأدبية الأخرى الأشد ايجازا واختصارا لن توفي هذه القضية حقها كما تفعل الرواية.

تتنوع الروايات في مواضيعها المنتقاة من سياسي أو تاريخي أو علمي، وكان انتقائكم الروائي قضايا اجتماعية لما استهدفت هذا الجانب؟

لأننا نعيش ضمن تجمعات بشرية تدعى مجتمع ونحمل كل جينات هذا القدر وملامحه سواء برغبتنا أم رغما عنا، فكان لابد أن أطأ هذه المنطقة “القضايا الاجتماعية” قبل أي شيء آخر ومن ثم قد أفكر في رحلة أخرى.

توغلت الروائية رجاء البوعلي بين أسطر روايتها حول العنف ضد الطفولة، فلما كان هذا الجانب يشغل حيزا كبيرا من الرواية رغم أن هناك أنواع أخرى من العنف؟

لأن الطفولة هي أرضية الإنسان الأولى ومايحدث فيها من أحداث هي باكورة كل شيء يأتي بعد ذلك، وهنا يكون العنف ضد الأطفال سابقا لكل أشكال العنف الذي قد يواجهه الإنسان عبر مراحل حياته، كذلك لأن الأطفال هم ضحايا في الغالب لايملكون أي قوة تؤهلهم لإيجاد حل أو الهروب أو حتى الكلام والتعبير، فما كان مني إلا التعاطف مع هذه الفئة بإظهار قضاياهم وأوجاعهم وأسرارهم للعالم القارئ على هيئة أحداث في الرواية.

تطرقتِ للتحرش الجنسي الشائع في المدارس طفل ومعلم غير سوي لكن لم يكن بين طفل وطفل آخر، فهل وجدتم تحرش الكبار أشنع من الصغار؟ ولماذا؟

بالتأكيد. فالأطفال في غالب ما يصدر منهم هم ضحايا لحدث سابق أو بيئة غير صحية، وعندما ينفرط صمام الأمان بين الكبير والطفل ستكون كارثة بلاشك.

برأيكم التربية تُكَون التقليدية المعتادة وتبقى في كوامن الرجل وان أظهر خلافه وهذا ما تؤمن به المرأة، أليست المرأة تحمل التقليدية في كوامنها لكن تناقض ذلك؟

لا أعتقد بأنه يمكننا الجزم بأن “كل” رجل تقليدي في باطنه وإن أظهر خلاف ذلك، فكل رجل هو حالة منفصلة ومختلفة في تفاصيلها عن الرجل الآخر. كذلك المرأة. والشخصيات في الرواية هم شخصيات متفاوتة تعكس التنوع في الواقع، فوجود رجل أظهر التقدمية بينما كشف الموقف عن تقليديته فهذا نموذج موجود إنما لا يعني تعميمه على كل رجل.

كانت أحداث الماضي وتأثيره ضمن سياق الأحداث في رواية أيقظني الديك، فكيف يمكن أن يخلق دوافع ورؤى رغم تفاوتهم في المساعي؟ أيمكن أن يطوي عامل الزمن بعض تلك الأهداف؟

نعم، بعض الأهداف تنطوي مع الزمن و بعضها ينمو ومنها ما ينشط بعد سكون.

كما كان هناك جانب من حوار أبطال الرواية حول السلطوية التي يتحمس لها الرجال في قمع النساء، فكيف يمكن للرجل أن يمارس سلطته بحذق من غير الاضرار بعائلته برأيك؟

الرجال مختلفون في أسلوب التعاطي مع موضوع السلطة بداخل الأسرة، وكذلك متفاوتون في درجتها. بالتالي السلطة الغير مؤذية للآخر لها عدة أوجه وأساليب يمكن للرجل اختيار منها وفق ما يتناسب مع طبيعته وذوقه وشخصيته.

أثرتِ جانبا ملفتا في روايتك مثلا دارجا بين النسوة “ظل راجل ولا ظل حيطة” لماذا لا يمكن للمرأة أن تتحرر من مخاوفها وتبقى متشبثة بالكثير من الأمثال التي لا يعرف من قالها أو ولى زمانها؟

الإنسان رجل أو امرأة، يتشبث بما يوافق فكرته ويقضي حاجته عند الحاجة الماسة والظرف الصعب، ومادام القول يختصر الكثير من الواقع والكلام سيظل يدور في ذهن المرء غير مهتما بقائله، فالتمسك به تمسك بفكرته فحسب.

ميَّار احدى البطلات التي لها اهتمام بحقوق الطفل وكانت رحلاتها إلى روما وايطاليا وبرشلونه، لما كانت هذه المحطات المختارة لزيارة ميَّار؟

لتتناغم مع طبيعة شخصية البطلة المائلة لحب الطبيعة والزرقة عبر السفر في البحر، وكذلك بعض المدن الإيطالية دعمت القضية الجوهرية والصراع الأخلاقي بين الفضيلة والرذيلة فكان اختيار المدن إضافة موضوعية وجمالية لإيصال رسائل الرواية.

رواية أيقظني الديك باكورة البوعلي، كيف تم اختيار العنوان وعلى ماذا يدل القاريء؟ وهل هناك أعمال مستقبلية؟

جاء اختيار العنوان بشكل مفاجئ ودون تخطيط، كنت نائمة ذات فجر واستيقظت على صوت صياح ديك، استغربت من أين أتى هذا الديك، لم يسبق أن سمعت صوت ديك في الحي الذي أسكنه! فقلت لنفسي: لقد أيقظني الديك هذا الفجر. نعم “أيقظني الديك” سيكون أسم مذهلا لروايتي. وجاءت التسمية داعمة لفكرة اليقظة التي عاشتها البطلة وبعض الشخصيات.

أما عن أعمال مستقبلية، فأتمنى أن أُوفق لذلك.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى