أقلام

عتق الرقاب

سلمان العنكي

من غير شك ولا ريب أن عتق الرقاب أمر مندوب إليه شرعاً ومرّغب فيه ”إن كان في محله“ جزى الله خيراً وإحساناً من ساهم بمال ولسان أوجاه وقلم لإنجاحه. ولكن ألا يُستحسن ويجدر بنا أن نتحرى عن أسباب القتل وطريقته؟ وما سلوك القاتل والمقتول في المجتمع والآثار التي تلت عملية القتل على الطرفين ومَن يعنيهم. وما يُتخذ ويُراعى عقيب ذلك؟.

بعضنا لإيمانه بما لهذا من أجر عظيم عند الله يبادر سراعاً إلى العفو أو المشاركة في جمع المبلغ المطلوب للعتق. هنا من حيث المبدأ عمل طيب يُشكر عليه. ولكن هل هو في مكانه الصحيح؟ ننظر إلى ورثة المقتول إن كان له زوجة وأولاد والفقيد هو الراعي لهم والتزم بعده في تلبية احتياجاتهم، إن كان كذلك فلابأس به وإلا فقد ظلمهم وأضر بالمجتمع. صنف من الناس ”بعض هذه الحالات حصلت“ يتقدم أحد ورثة المقتول بالتنازل من طرف واحد تلبية لرغبات الوسطاء والوجهاء ليتقرب منهم أو لمصلحة خاصة به دون مقابل مالي تاركاً الورثة وكانهم بعد التنازل لايعنونه بشيء. وهم لاحول لهم ولاقوة. قلب أم ثاكل يحترق ويعتصر ألماً وهي تسمع قاتل ابنها وتراه حراً طليقاً وأولاداً جياعاً في ضياع إلا مِن أهل المعروف.

وربما القاتل كان مجرماً عصياً على العقوبات المتعدد تنفيذها عليه غير مبالٍ بها ولا بغيرها. أعَمل مثل هذا يرضي الله أو يقبل به الضمير الإنساني؟ أرى أنه في هذا الموقف جانَب الصواب وارتكب منكراً بفعله بل عمل محرماً يُؤثم عليه.

في المقابل يسرع الخيرون من المجتمع بجمع مبالغ طائلة طُلبت لعتق الرقبة. البعض حبس أنفاسه متسائلاً: متى يكتمل المبلغ المطلوب ويتحرر المحكوم؟ وتشتغل مواقع التواصل الاجتماعي “وكأنه في حالة العجز عن إكمال المبلع كارثة تحل بالبشرية جمعاء أو حلت” مَن يقول بقي شهر على موعد القصاص، بقي يومان أين أنتم يا أصحاب المال والهمم والمعروف؟ أفرحوا أمه بخروجه.
وأم الفقيد مالها ومَن لها وكأنها دون قلب على مفقودها!
بعض الديات مبالغ فيها لاحباً لها وإنما لتعجيز حصولها ورغبة بالقصاص.

نحن مجتمع موحد نعاني كثيراً من عمليات القتل، وبعد هدوء العاصفة قليلاً كأنها عادت من جديد. لنتذكر عندما نخسر شاباً نترقب خسران قاتليه واحداً كان أو أكثر. لذا علينا أن نعتبر وتستيقظ ضمائرُنا ونستحضر قلوبنا وتكون عيوننا مفتحة على أولادنا حتى نسلك بهم طريقاً لايشجعهم على القتل أو يكونوا في مأمن من القصاص.

كفى أنهم أثكلوا أمهات ورملو نساء ويتموا أطفالا وأصبحنا نعج بالكثير من هذه الحالات. وفي الختام ”موفق لعتقك رقبة ولكن احذر أن تقطع بها رقاباً“.

مقالات ذات صلة

تعليق واحد

  1. بين فرحة ( قلب أم قاتل ينتظر القصاص ) وفرحة ( قلب أم تنتظر رجوع ابنها المغترب ) ٢٢ ضعف المبلغ الذي
    ” هب” المجتمع لجمعه
    شخص ينتظر الفرج من رب العالمين ليعود لأمه بعد خروجه بسبب ديون متراكمه ليست بيده إنما ظروفه التي أجبرته بعد فصله من عمله ووجود قرض وديون اخرى ليعيل بها عائلته ( مع رفض العديد من طلبات الاسترحام المقدمه يضطر للخروج من البلد هرباً من سجن ينتظره وتشريد لعائلته بسبب مبلغ ( ٥٠٠ الف ريال ) لم يستطع توفيرها للقرض وبقية الديون
    وبين ( ديه ) يتم جمعها

    بالله عليكم ….. كيف تحكمون على قلوب الامهات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى