أقلام

ما اسم آخر شخص قال لك.. ؟

أمير الصالح

الكثير من الناس يجيش طاقاته لحفظ اسم أطول نهر، واسم أكبر مبنى، وأسرع قطار، واسم أكبر عاصمة في العالم، واسم أعمق نقطة على اليابسة، واسم أطول قمة في جبال العالم و…و .. ، تحمساً منهم للتميز الثقافي أو تهيئة أنفسهم في الدخول بمسابقة ثقافية علّهم يحرزون بعض الجوائز.

القليل من الناس من يستنهض ذاكرته في تذكر اسم آخر شخص أحسن إليه، أو اسم آخر شخص قال له كلمة “أحبك”، أو اسم آخر شخص أخصه برسالة للاطمئنان عليه، أو اسم آخر شخص عانقه بحب مودعاً أو مستقبلاً قبل جائحة الكورونا.

من منا يتذكر اسم الشخص الذي إن تبسم في وجهه صنع كامل يومه السعيد؟ من منا يحرص على تحفيز ذاكرته بكل ما هو جميل في أيامه السابقة والحالية؟ من منا يتذكر اسم الشخص الذي أرسل له كتاب غير مجرى حديثه، وجعل مفاهيمه للتعاطي مع أمور الحياة للافضل ؟

النقش على القلب بذكريات جميلة، هو فن يستحق التوطين في عقولنا و ممارستنا اليومية، وهو نوع من أنواع الإحسان للنفس بالنفس . هكذا قال و يقول أهل الإحسان والأخلاق و الساعين له.

الكثير من الناس ينقش في سجل ذكرياته المواقف المرة؛ بهدف التربص للحظة الانتقام ورد الاعتبار لذاته، و قد ينتهي به الأمر عدم بلوغ مرامه، و ايذاء ذاته، وانقضاء أجله، والتقصير في الإحسان لنفسه.

وبعض من الناس يحتبس في ذاكرته إحسانه وتفضله على الآخرين؛ بهدف التفاخر أو المّن بالتفضل على الآخرين، وهذا أيضاً ينفر الآخرين من ذاك البعض الذي اتبع إحسانه بالمنّ والأذى.

لعل من جميل العيش، أن يتدارس الانسان مع ذاته ويبتكر فنون صنع الأفضل من نفسه سلوكياً والإحسان لها ولمن حولها ولكل من يقابله و يمضي للأمام، دونما منّ أو أذى أو مفاخرة؛ فهكذا أمر يحتاج إلى توطيد التفكير الإيجابي وأخلاقيات وشيم و همم ومُروءة تجذر خصال الإحسان في النفس.

شخصياً أتذاكر مع نفسي كل ماهو جميل في حياتي وأحمد الله على ذاك أولاً ثم أتقدم بالشكر على من صنعو ذلك الجميل في حياتي فرداً فرداً عبر رسائل صوتية أو نصية أو مكالمة هاتفية. وقيل قديماً “احسب ثروتك الحقيقية بما يتبقى لديك بعد أن تفقد كل مالك”.

وختاماً أشكر ابن خالي محمد، لمشاركتي بآخر كتاب وصلني منه و الذي يحمل عنوان “مميز بالأصفر ” Highlighted in Yellow by Jackson Brownn and others لما يتضمنه الكتاب من مقاربات و مقترحات جميلة في استشعار السعادة بأبسط الأدوات والإمكانيّات .

ومن جميل ما قرأته أن موارد الإحسان المتوفرة لكل شخص منا: الدعاء والحب والصفح الجميل. فلنكثر من أعمال الإحسان مع المحيط البشري الذي نعيش فيه.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى