أقلام

الشباب والإلحاد؟

زاهر العبدالله

هناك عدة عوامل تدفع بعض الشباب إلى الإلحاد، منها:

١- قلة المعرفة بدينه ولا يوجد تأصيل في مرتكزات عقله، فلا يرى أن المعرفة فيها تباين ودرجات وعمق فكل المعارف عنده على حد سواء. فالمسّلم والثابت والمتغير والضعيف والمكذوب والشاذ كلها في فكره على حد سواء فلا يعرف التمييز ولا الفرز بين المعارف فيسهل حشو عقله بالمغالطات والأكاذيب المعرفية فتجده تدريجيًا يذهب لخط الإلحاد.

٢- يرى بعض الشباب أن التعاليم الإسلامية من الأحكام الخمسة الشرعية التي وضعت لصلاح الإنسان وسعادته وأمنه وأمانه في مستواه الفردي والاجتماعي. من خلال نظم الحلال والحرام والمستحب والمكروه والمباح يراها بعض الشباب قيود تقيّد شهواته ونزواته وتعلقه بملاذها وخبثها وخداعها وتزيين الشيطان لها فيترك الدين لتلبية حاجة هذه الشهوات.

٣-تمر على بعض الشباب قضايا غير أخلاقية مثل الاغتصاب أو الظلم الشديد أو السرقة وغيرها فلم يجد من ينصره فيلقي ثقل هذه المظلمة على الدين ظناً منه توهماً أن الذي ظلمه هو الدين فلم يفرق بين تعاليم الدين وبين المطبقين له ضيقةً وسعةً. أو أنه لم يجد الطرق الإلهية التي تلهمه الصبر على البلاء فيريد الانتقام من هذا الدين الذي خذله حسب نظره.

٤-الضعف الشديد للنفس أمام رغبة جامحة يريد تلبيتها مثل امرأة سحرت قلبه أو ذهب أخذ لب قلبه أو تهديد لا يستطيع نجاة منه فيتوجه إلى الإلحاد.

٥- كثرة الإصغاء إلى الشبهات ضد الإسلام والتوحيد دون عناء البحث عن أجوبة هذه الشبهات وخصوصًا مفردة الغيب وما يبعد عن حواسه من علوم غيبية لا يجد لها تفسير يرضي فضوله فيدخل بعض الشباب في نوبة شك جامحة لا يعرف الخلاص منها فيتجه إلى أن ينكر كل شيء لاعتقاده أنه سيتخلص من عناء أجوبة الشبهات.

٦- الغرور العلمي المادي والترف الفكري الغير منضبط بقواعد البحث العلمي والانبهار بالنظريات المادية وما وصلت له من تقدم تكنولوجي وتقني فيرى بعض الشباب أنه وصل إلى درجة من النضج المعرفي ما يجعله يحكم على الأشياء ويرتبط ما أخذه من شهادات ودورات عن طرق مادية فينبغي أن تكون معرفة الله سبحانه وتعالى بنفس الطريق الأكاديمي المادي فيقع في فريسة المغالطات والمقارنات المادية وبين المجردات غير القابلة للحس البشري وتفوق حدوده فينكر مفردة الغيب لأن فكره المادي بني على التحليل وجمع الأدلة والآثار المترتبة للبحث في حال أن هذا النوع من التفكير لا يصلح إلا للجانب المادي المتعلق بالحواس الخمس وليس المجردات مثل الحق سبحانه وتعالى.

ويكمن علاج هذا البلاء في عدة أمور، منها:

١- التأسيس السليم من الصغر في تنظيم المعرفة كما ورد عن أمير المؤمنين ( علموا أولادكم قبل أن تسبقكم إليكم المرجئة).

٢- متابعة المعرفة الحقة المنتمية لمنبع صاف وهي مدرسة محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين. لأنها منسجمة مع الفطرة ومدركات العقل والنقل بالبراهين الصادقة الجامعة.

٣- الاستعانة بمن يحيط علمًا بكل شيء وهو الواحد الأحد الفرد الصمد الذي لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوًا أحد.
٤- الاتصال بمنابع الفكر الأصيل من طلبة علم مؤتمنين على أمر الدين والدنيا.

٥- كثرة الاستغفار والتسليم والرضى بما قسم الله سبحانه وتعالى على خلقه.

هذه أبرز أسباب الإلحاد وطرق علاجها والله ورسوله أعلم.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى