أقلام

الآن والنداء يتردد: من ينقذ طفولة ريان..؟

سلمان أحمد الجزيري

– قال تعالى :
{وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعًا ۚ}..
يعلم الجميع كم هي العناية الإلهية التي تحف بالأطفال حتى يروى في الحديث (أنهم أحباب الله) وكم هي وصايا النبي وآله بحقهم .. كما رأينا في قصص الأنبياء : موسى ويوسف وعيسى والنبي الأكرم محمد عليهم السلام .. ومنذ طفولتهم كم كانت العناية بهم..!!

– وفي هذه الأيام مرت علينا أزمة الطفل المغربي (ريان) رحمه الله بكل تفاصيلها المرة والتي عايشها العالم أجمع واستحوذت على قلوب واهتمام الملايين .. حيث تعدت المسالة سقوط طفل في بئر ومحاولة انقاذه ..؟
بل أن الأمر تعدى مسالة انقاذ روح حية تحمل معنى البراءة والطفولة .. إلى ارتفاع مستوى التعاطف والتراحم العالمي وهو أمر نادر الحدوث؟

– وهذا لاشك شيء رائع وجميل ويدل على رقي وعلو مستوى الانسانية في ذلك تطبيقا ومصداقا لقول الحق تعالى في إحياء النفس…
ولكن الغريب في هذا الأمر لماذا كل هذا التعاطف والإهتمام مع مشكلة “ريان” بالذات مع أنه في كل أسرة وفي كل مجتمع يوجد ريان آخر بيننا ، وهناك طفل يأن وصغير يعاني وهو الأمر الذي يتألم فيه كثير من أطفال العالم من مشاكل عديدة لا تعد ولا تحصى ..؟

– والارقام .. والاحصائيات تؤكد ذلك حيث ان منظمة اليونسيف للطفولة التي تأسست قبل (٦٠)عاما وهي ترعى أطفال ١٥٠دولة حول العالم وأصدرت قوانين حمايتهم حيث يعاني(١٦٠) مليون طفل في سن ٥ – ١٤ سنة وهي نسبة ٦٠% تقريبا وهناك (٤٥) مليون مشهد جنسي لأطفال تعرضوا للهتك كما تم بيع ٢٠مليون طفل في سن مبكر مؤخرا غير الاختطاف وسرقة الأعضاء وذلك بسبب الحرب والفقر والتهجير والبطالة والإضطهاد..؟

– ولكن يكفينا في مأساة ريان أنها وحدت العالم أجمع ووضعتهم في خندق واحد وهو كيف يمكن انقاذ الطفولة بعيدا عن عروبته واسلاميته وبعيدا عن جنسيته وهي تعد من الحالات القليلة جدا التي يتعاطف فيها كل العالم مع المسلمين وقضاياهم .. عدا مصيبة محمد الدرة ومجازر صبر وشاتيلا وقانا..؟

– وعلينا ان ندرك جيداً أن مشكلة ريان هي رسالة الطفولة لكل العالم أن مأساته موجودة بيننا وبشكل واضح وكثير من الأطفال يتألم ويحتاج الى إنقاذه من معاناته ومن وضعه الصعب الذي يعيشه وذلك مابين .. القسوة والعنف والاساءة والتهميش والإهمال والإستعباد والحرية والاستغلال..؟

– وهي مشاكل عانى منها الأطفال عالميا خاصة في مجتمعاتنا العربية وعلى مدى عشرات السنين وإن قلت الآن .. إلا أن المشكلة لا زالت قائمة وإن مأساة ريان توجد في كل بقاع العالم .. وكم تعاني الطفولة من ويلات الحرب والإتجار والهجرة والإجبار على الزواج وترك التعليم؟
لذلك كثير ما يتردد صدى النداء بيننا وينادينا .. (انقذوني أنقذوني) فليس وحده ريان يعاني أنا أعاني كما يعاني..؟؟
والسلام خير ختام .

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى