أقلام

فالنتاين .. انتقام (تأملات قلم ساخر)

 

إيمان الموسى

خرج محمود للسوق باحثا عن أي فكرة تلهمه لشراء هدية عيد الحب (فالنتاين).
وفاجأ زوجته عندما دخل عليها لابسا (شماغ) أحمر، وساعة حمراء، وفي جيبه منديل أحمر؛ حاملا بيديه صندوق طماطم أحمر. وعلت وجهه ابتسامة الفرح وهو يناولها عصير فراولة أحمر، ويقول: (تستاهلين ياحبيبتي كل شي يسر عينيك أحمر × أحمر وهذا أغلى شي في السوق)!!

ولكن الزوجة لم تبتسم بل العكس (مططت عينيها) وتحول وجهها إلى اللون الأحمر غيظا وكمدا!! وبدت تشخص إليه بنظرات حادة حتى كادت عدسة عينها أن تخرج وتقع أرضا.

ترنح الزوج ومال إلى الوراء وانخذل مقابل ردة فعلها، واعتذر منها مبررا فعله بحجة الرغبة في مفاجأتها بشكل جديد! ولكن ضيق الحالة المادية… فالحياة صعبة بعد رسوم الضرائب، وغلاء المعيشة، وارتفاع فواتير الماء والكهرباء، والبنزين، وهلم جرا من المصاريف. فلا ينقضي الشهر إلا وقد استدان من أهله وأصدقائه.

ومع أن ست الحسن والدلال لم تقتنع بكلامه لكنها قررت الصمت والانتقام منه بطريقة أو بأخرى فكيد النساء عظيم.

لم تنم الزوجة تلك الليلة، فقد بدأت التخطيط للانتقام. علها تصل إلى فكرة تشفي غليلها، لأنه أهدى والدته سوارا من الذهب. بينما كان نصيبها صندوق طماطم أحمر! تنهدت بقوة وقالت: (ياويلك ياسواد ليلك يامحمود).

بعدما أصبح الصباح وتناول الإفطار، اقترحت الزوجة أن تخرج معه للتمشية بالسيارة. والزوج غافل عما يدار له من انتقام!

رحب بالخروج معها وترضيتها علها تنسى زعل الأمس. وفي أثناء المشي اقترحت عليه الذهاب إلى السوبر ماركت، وشراء (مقاضي) للبيت.

بداية رفض الزوج بحجة أنه متعب، ولكن الزوجة بدموع التماسيح والكلام المعسول غيرت رأيه، وتوجها للسوبر ماركت، ولم تكد يدها تمسك بعربة التسوق حتى اختفت بسرعة البرق! وملأتها عن بكرة أبيها ورجعت لتعطي الزوج العربة، ثم قالت دقيقة نسيت شيئا، واختفت مرة أخرى، ثم رجعت وبيدها عربتان مملوءتان أكثر من العربة الأولى.

وجد الزوج نفسه يقف متصلبا! وحدقتا عينيه تكاد تطيح على الأرض! ومن الذهول نسي فمه مفتوحا! والكاشير ينتظر الحساب، والطابور خلفه ينتظره لينهي عرباته الثلاث وسط نظرات التعجب من حوله، وبدأ يتوسل بزوجته بصوت منخفض بأن تتنازل عن كم الاغراض الموجودة في العربات، ولكن هيهات!
هذه لحظة الانتقام، وتغير صوتها من صوت رقيق، إلى صوت عالٍ وديكتاتوري، وقالت بكل قوتها هيا احسب؛ وكلّه لبيتك وأبنائك، فلن يرمى ولن يترك ويهمل، بل نحن محتاجون إليه، فالبيت به نقص كثير، ولدي (عزومة) لصديقاتي، وأهلي، وأهلك، هيا حاسب!

وبعد حساب العربات، سلمهم الكاشير فاتورة تعادل طول الرجل، من رأسه حتى أخمص قدميه، بمبلغ 3 آلاف ريال، ودفع الزوج المبلغ وهو يبتلع ريقه علقما مرا، وسحب العربات وظهره منحنٍ كأنه رقم ثنين، وهي تمشي خلفه وملامح النصر بادية للعيان، فقد شفت غليلها بالانتقام.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى