أخبار الصحف

مبادرات (مجددون) الخيرية في الأردن تتجلى في شهر رمضان

بشائر: الدمام

يتميز شهر رمضان المبارك بالإحسان والتكافل الاجتماعي الذي تكثر فيه المبادرات الخيرية، إذ يزهو عمل المتطوعين من أجل التخفيف عن الأسر العفيفة، والإسهام في رسم البسمة على وجوه الأيتام، وغير ذلك من أعمال الخير، وهو ما يحرص على تحقيقه فريق جمعية “مجددون” الخيرية.

وضع فريق “مجددون” على عاتقه مسؤولية التخفيف عن الأسر الفقيرة منذ تأسيسه عام 2009، إلى جانب قيامه بالعديد من المبادرات الإنسانية الخيرية في شتى محافظات المملكة، لا سيما أن هذا الخير يتضاعف خلال شهر رمضان.

يذكر أن “مجددون” جمعية خيرية تنموية تأسست عام 2009، ضمن مؤسسة التنمية الاجتماعية، وبدأت بـ11 متطوعا، والآن وصلت إلى أكثر من 15 ألفا، ويتطوع منهم كل عام ما يقارب 1500 متطوع.

وتتمثل أهداف الجمعية في تفعيل دور الشباب في خدمة المجتمع الأردني وتنميته، وتطوير طاقاتهم واستثمار وقتهم للحفاظ عليهم من خطري التطرف الفكري والأخلاقي، ومدّ يد العون للمرأة ولمن يحتاج من كل فئات المجتمع الأردني وضيوفه.

حملات طوال العام
يؤكد رئيس جمعية “مجددون” الأردن رامي أبو السمن أن الحملات والمبادرات الخيرية التي ينفذها فريق الجمعية مستمرة طوال العام، لكنها تتضاعف في شهر الخير.

ويوضح أبو السمن أن هناك 3 برامج لدى الجمعية يقوم بها المتطوعون: “نطعم، نسكن، نمكن”:

نطعم: برنامج مختص بكل المشاريع الخاصة بالإطعام، مثل الطرود الخيرية، وإفطارات الأيتام، وتقديم الوجبات الصباحية لأكثر من ألف طفل يوميا في المدارس الأقل حظا في المملكة، إلى جانب توزيع طرود المواد الغذائية على العائلات العفيفة.
نسكن: برنامج يضم مشاريع متعددة لها علاقة بالمنزل ومحتوياته، مثل مشروع سكن النور المخصص لبناء وحدات سكنية للنساء الأرامل والمطلقات اللاتي لا معيل لهن.
نمكن: برنامج تمكين للمجتمع والشباب عبر مجموعة من المشاريع، مثل “مشروع مستقبلي”. ويوضح أبو السمن أنهم بصدد إطلاقه في “مجددون” بهدف “تدريب أبناء العائلات العفيفة في مجال التكنولوجيا، ومن ثم توظيفهم بعد التدريب، ومن ثم سيصبحون معيلين للأسرة. ويتم التدريب في عدة مهارات، منها: التواصل، وإدارة الفرق، وإدارة المشاريع وغيرها.

خيمة الفرح الرمضانية للأيتام
فتحت خيمة الفرح للأيتام أبوابها من جديد هذا العام، وفق أبو السمن، بعد انقطاع عامين بسبب جائحة كورونا، وعادت لتقدم على مدار شهر الصيام 30 إفطارا يوميا للأطفال الأيتام في كافة مناطق المملكة.

وتتضمن الخيمة العديد من الفقرات الترفيهية المتنوعة، التي تدخل الفرح والسرور على قلوب الصغار الأيتام، ويشارك المتطوعون في إحياء فعاليات الخيمة، إلى جانب توزيع الهدايا و”كوبونات” الحقائب المدرسية والقرطاسية.

سكن النور للأرامل والمطلقات
يقول أبو السمن للجزيرة نت إن “سكن النور مخصص للنساء اللاتي لا معين لهن، وبدأنا تأسيسه عام 2016 بإقامة شقة لسيدة في منطقة غور المزرعة بمناطق الفقر، وتمكنا حتى الآن من إقامة 6 شقق سكنية، وبعد انقضاء الشهر الفضيل سيتم اختيار العائلات التي ستقيم فيها”، إلى جانب إقامة مشاريع صغيرة في المنطقة كالدكاكين التي تمكن من تشغيل أبناء العائلات العفيفة.

مشروع مستقبلي
يرى أبو سمن أن فكرة “مشروع مستقبلي” جاءت للمساندة في توظيف الشباب، خاصة أن نسبة الشباب دون سن 34 عاما تتجاوز 70% في المجتمع الأردني، والتخصصات الراكدة كبيرة وكثيرة، وللأسف العديد من الشباب يتخرجون ولا يجدون عملا.

ويضيف “ارتأينا أن مجال التكنولوجيا والمعلومات هو المجال الذي سيبقى له مستقبل، فهذا التخصص عليه طلب في سوق العمل، وعليه نظّمنا آلية لتدريب الشباب وتشغيلهم في ما بعد، ليتمكنوا من دعم أسرهم”.

وتنفذ هذه المشاريع والبرامج من خلال أكثر من 1500 متطوع خلال شهر رمضان، لخدمة أكثر من 70 ألف مستفيد.

7000 طرد خيري في رمضان
وعن عمل الجمعية في العامين السابقين وسط جائحة كورونا، يبين أبو السمن أنه “منذ بدء الجائحة قدمنا مقترحا لوزارة التنمية الاجتماعية مفاده أن يكون هناك صندوق مخصص لأصحاب العمالة اليومية، وتمت الموافقة وبدأت الحملات بمساندة هذه الفئة المتضررة”.

ويؤكد أن عمل فريق “مجددون” لم يتوقف في الجائحة رغم التحديات، مبينا أنهم “أطلقوا الحملات الإلكترونية لتشغيل المتطوعين في تجهيز وتوزيع طرود الخير على العائلات العفيفة في مختلف مناطق المملكة”.

وعن آلية توزيع طرود الخير، يقوم المتطوعون بدراسة عشوائية لعدة عائلات في المحافظات، وبناء عليه يتم اعتماد هذه الدراسات في التوزيع، ونقوم بتوزيع أكثر من 7000 طرد غذائي خلال رمضان، حسب أبو السمن.

15 ألف متطوع
ينضم المتطوعون لـ”مجددون” من خلال إعلانات الجمعية؛ فالفريق منتشر في 5 محافظات أردنية، وفي 9 جامعات رئيسية، وهذا الانتشار ساعد على استقطاب الشباب والفتيات، وذلك من أجل دمج المتطوعين في المجتمع المحلي، للخروج من رصد المشاكل ووضع مقترحات وحلول لمساندة الآخرين وسد احتياجاتهم.

أثر العمل الخيري في حياتنا
ملاك العشي متطوعة في جمعية “مجددون” بالأردن منذ 4 أعوام، ومسؤولة المركز الإعلامي في الجمعية منذ عام، وتقول للجزيرة نت “مررت بعد مراحل وتسلمت عدة مسؤوليات داخل الفريق، مما كان له أثر كبير في تغير شخصيتي وتطورها”.

وتشرح ملاك (طالبة ماجستير تربية خاصة في الجامعة الأردنية) عن تجربتها في “مجددون” قائلة “نحظى في الجمعية بخبرة عملية تحاكي الواقع الوظيفي، خصوصا بعد تسلمنا مسؤوليات رئيسية داخلها، فمنذ أن تسلمت إدارة فريق المركز الإعلامي تطورت على الصعيدين العملي والشخصي”.

وتضيف “أنا كطالبة تربية خاصة درست مجالا بعيدا عن الإعلام والحملات الإعلانية، ولكن ذلك كانت شغفي، إذ أسهمت الجمعية في تطوري بشكل كبير في هذا المجال من خلال دورات وتدريبات تخص طرق العمل على منصات التواصل الاجتماعي، وإنشاء حملات إعلانية عليها”.

وتتابع “قيادتي فريق المركز الإعلامي علمتني الكثير من المهارات الحياتية مثل: التواصل والمرونة، بالإضافة إلى تقبل الآراء والاختلاف في وجهات النظر، وبالتأكيد لا أنسى الفضل الكبير للعمل الخيري وأثره الذي نلمسه في حياتنا من توفيق وتيسير لأمورنا”.

وتختم حديثها “أستطيع القول إن “مجددون” كانت مصنع خبراتي، والمكان الأساسي لتطور مهاراتي من خلال فتحها باب قيادة الحملات والوقوف على كافة تفاصيلها المالية واللوجستية، وصولا إلى انطلاق النشاط وتوزيع التبرعات على مستحقيها”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى