أقلام

خرافة المتعلم السريع

بقلم كارولين شيدي

المترجم : عدنان أحمد الحاجي

أراد خبراء علوم التعلم(1) من معهد التفاعل بين الإنسان والحاسوب (HCII) بجامعة كارنيجي ميلون(2) معرفة لماذا يتعلم بعض الطلاب أسرع من غيرهم. كان أمل الخبراء يتمحور حول التعرف على من يتعلمون بسرعة ( المتعلمون السريعون) ودراستهم وتطوير تقنيات يمكن أن تساعد الطلاب على فهم المفاهيم الجديدة بسرعة. وما وجدوه كان مذهلًا: في الظروف / الحالات المناسبة، يتعلم كل الناس بنفس الوتيرة بشكل ملفت للنظر .

كين كودينجر Ken Koedinger، برفسور كرسي هيلمان Hillman لعلوم الحاسوب، قاد الدراسة المنشورة في وقائع الأكاديمية الوطنية للعلوم(3) . فقد درس هو وفريقه بيانات من مليون وثلاثمائة ألف تفاعل بين الطلاب من تقنيات تعليمية مختلفة(4) ، بما فيها التعلم من نظام تعليمي حاسوبي ذكي(5) وكورسات عبر الإنترنت وألعاب تعليمية على الحاسوب(6) . البيانات المستجمعة من مستودع تعلم العلوم DataShop’ (7) ” إلى أن المتعلمين يتقنون المفاهيم الجديدة وذلك من خلال الفرص المتاحة لهم لممارستها.

“أثبتت البيانات أن ثغرات الإنجاز التعليمي تأتي من الاختلافات في فرص التعلم وأن الحصول على هذه الفرص بشكل أفضل يمكن أن يساعد في سد تلك الثغرات،” كما قال كودينجر. “هذا تأكيد آخر على أن هذه التقنيات التعليمية يمكن أن توفر ظروفًا تعليمية مناسبة تجعل تعلم شيء جديد، كتعلم لغة ثانية، أو تعلم مفهوم علمي أو رياضي، أكثر سهولة.”
إذا فهم المعلمون / التربويون من أين يبدأ طلابهم، فبإمكانهم مساعدة الطلاب على اللحاق بأقرانهم وذلك بمنحهم المزيد من الفرص لممارسة المادة التعليمية. على سبيل المثال، بأمكانهم ادراج معلم معرفي(8) cognitive tutor يستطيع تقديم ملاحظات فورية للطلاب ومساعدتهم علي الصعوبات التي يواجهونها في حل الواجبات المنزلية. أكد كودينغر Koedinger على أهمية تتبع مستوى المتعلمين حين يبدأون المادة الدراسية.

“كلنا لاحظنا حالات يتفاوت فيها الطلاب في التحصيل – إذ ربما يحصل أحد الطلاب على درجة امتياز في الجبر بينما آخر من أقرانه يحصل على درجة جيد في نفس المادة. ولكن ما لا نتتبعه عادة هو المستوى الذي بدأ الطالبان منه. نتائجنا لا تتعارض مع حقيقة أن الناس يتفاوتون في النتائج النهائية “ولكن أخذ المستوى الذي يبدأ منه الطلاب في الاعتبار يمكن أن يخبرنا كثيرًا عن النتيجة التي سينتهي اليها الطلاب،” كما قال كودينجر.

وقال باولو كارڤاليو Paulo Carvalho، باحث في علوم الأنظمة وعضو هيئة التدريس في معهد التفاعل بين الإنسان والحاسوب HCII والمؤلف المشارك، إن البحث يدعم فكرة أن المعلومات تبقى في ذهن الطلاب لفترة أطول إذا كانوا منخرطين (منشغلين) بشكل فعال أثناء التعلم [عملية إشراك / انخراط جميع الطلاب في الأنشطة التي تشجعهم على تطوير فهمهم لمحتوى المادة التعليمية بشكل أعمق وذلك بالعمل على المواد المقدمة لهم وتأملهم فيها ومناقشتهم إياها(9)). وهي تجربة تدعمها أنواع التقنيات التعليمية المستخدمة في هذه الدراسة.

عقلية النمو ة(10)

وقال كارڤاليو: “لدينا العديد من الدراسات التي تثبت أنه عندما ينهمك الطالب في هذه الأنشطة التي تساعدهم على فهم محتوى المادة بشكل أعمق، فإن أداءهم سيكون أفضل مما لو كانوا يقرأون المواد قراءة خاملة فقط [قراءة النص قراءة سطحية خالية من التعمق في فهم النص]”. “مجموعات البيانات التي وظفناها في الورقة المنشورة في مجلة PNAS اعتمدت جميعها أنظمة خلقت ظروفًا مواتية للتعلم – على سبيل المثال، كان الطلاب يشاركون بفعالية، ويجيبون على الأسئلة ويحصلون على تغذية راجعة (تصحيحية) آنية.”

البيانات المستخدمة في هذه الدراسة كانت من طلاب من المرحلة الابتدائية إلى مواد الرياضيات والعلوم واللغة في المستوى الجامعي،. قال كودينغر إن عقلية النمو(10) مهمة لجميع الطلاب.

“مهما تكن، بإمكانك أن تتعلم وتتقدم. ربما كانت لديك في السابق فرص قليلة، لذلك قد تجد المهمة أكثر صعوبة في البداية مقارنة بما وجدها غيرك، ولكنك ستحقق نفس القدر من التعلم والتقدم كأي شخص آخر طالما حرصت على تحقيق ذلك “، كما قال كودينغر .

مصادر من داخل وخارج النص
1- https://ar.wikipedia.org/wiki/علوم_التعلم

2- https://www.hcii.cmu.edu/

3- https://www.pnas.org/doi/10.1073/pnas.2221311120

4-” تقانة التعليم أو تكنولوجيا التعليم (educational technology) يُطلق على العمليات التي تتعلق بتصميم عملية التعليم والتعلم وتنفيذها وتقويمها. والتقنيات التعليمية هي مجموعة فرعية من التقنيات التربوية. أيضًَا هي عملية متكاملة معقدة (مركبة) تشمل الأفراد (العاملين) والأساليب والأفكار والأدوات والتنظيمات التي تُتبع في تحليل المشكلات / المسائل واستنباط الحلول المناسبة لها وتنفيذها وتقويمها وإدارتها في مواقف يكون التعليم فيها هادفاً وموجهاً ويمكن التحكم فيه. كما عرَّفت اليونسكو التقنيات التعليمية (تكنولوجيا التعليم) بأنها ” منحى نظامي لتصميم العملية التعليمية وتنفيذها وتقويمها ككل، تبعاً لأهداف محددة نابعة من نتائج الأبحاث في مجال التعليم والاتصال البشري ومستخدمه الموارد البشرية وغير البشرية من أجل إكساب التعليم مزيداً من الفعالية (أو الوصول إلى تعلم أفضل، وأكثر فعالية). لذا التقنيات التعليمية تعني أكثر من مجرد استخدام الأجهزة والآلات فهي طريقة في التفكير فضلاً على أنها منهج في العمل وأسلوب في حل المشكلات يعتمد على اتباع مخطط وأسلوب منهجين.” مقتبس من نص ورد على هذا العنوان:
https://ar.wikipedia.org/wiki/تقانة_تعليم

5- https://ar.wikipedia.org/wiki/نظام_تدريب_ذكي

6- https://ar.wikipedia.org/wiki/لعبة_تعليمية\

7- https://pslcdatashop.web.cmu.edu/about/

8- المعلم المعرفي هو نوع خاص من نظام التدريس الذكي الذي يستخدم نموذجًا معرفيًا لتقديم الملاحظات للطلاب أثناء عملهم على حل المسائل. وعادة ما تتألف الملاحظات من إبلاغ الطلاب بصورة فورية بصحة أو عدم صحة الإجراءات التي يقومون بها في واجهة interface المعلم؛ ومع ذلك تتمتع أنظمة المعلم المعرفي أيضًا بالقدرة على توفير قرائن وأمارات تتميز بالحساسية للسياق وتعليمات لتوجيه الطلاب نحو الخطوات التالية المعقولة. ويُعتبر Cognitive Tutor ® أيضًا اسم معلم معرفي خاصًا يتم إنتاجه من قِبل مؤسسة كارنيجي للرياضيات. وأظهر تقرير صدر عام 2009 عن مبادرة What Works Clearing House الخاصة بمعهد علوم التربية الأمريكي أن المعلم المعرفي Cognitive Tutor ® Algebra I يتمتع بآثار إيجابية محتملة على تحقيق إنجاز في الرياضيات’ مقتبس من نص ورد على عذا العنوان:
https://ar.wikipedia.org/wiki معلم معرفي

9- https://www.annajah.net/8-أمثلة ملهمة عن عقلية النمو-article-29948

المصدر الرئيس
https://www.cmu.edu/news/stories/archives/2023/march/the-myth-of-the-fast-learner

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى