أقلام

البيوت تتكلم قبل شهر رمضان وأثناءه وبعده

أمير الصالح

ترسم بعض الأدعية المندوب قراءتها في مطلع شهر رجب، وحتى نهاية شهر شعبان، تهيئة روحية ونفسية للانطلاق مجددًا في رحاب الله وتجديد استزراع المحصولات الروحية والوجدانية والأخلاقية المهذبة للنفوس، والتزود بشحنات التقوى والإيمان خلال أيام شهر رمضان المبارك. وهذه التهيئة هي ديدن الصالحين على مدى السنين. وقد يلتفت البعض أيضًا بالتوازي مع ذلك إلى ضرورة الاستعداد والتهيئة الخدماتية داخل المنزل قبل حلول شهر رمضان وأثناءه من خلال إطلاق حوار أسري موسع يشمل نقاش قائمة الأعمال اليومية خلال شهر رمضان، وأنشطة شراء مواد غذائية، وأعمال التنظيف داخل المنزل ما بعد الإفطار، وتزيين مداخل البيت بالفوانيس، أو تجديد بعض قطع الأثاث/ الأدوات الكهربائية بالمنزل والبرامج الترفيهية المراد مشاهدتها بشكل جماعي، والأدعية وبرامج قراءة القرآن الكريم، وتوزيع المهمات للأنشطة على جميع أفراد الأسرة .

ولعلي أوفق وإياكم في إثارة الموضوع في الأذهان، وتسليط الضوء على بعض تلكم الاستعدادات التي تسبق شهر رمضان الكريم، التي تتطلب تظافر جهود كل أفراد الأسرة من الصغار والكبار وليس فقط الأمهات والآباء.

*نشاط تجهيزات مواد الغذاء:*

١- إعداد قوائم المشتريات الغذائية لكامل شهر رمضان، واقتناص فرص الشراء المبكر، أي وقت العروض الترويجية من مطلع شهر رجب.

٢- تجنب الازدحام البشري وتفاديه في ذروة التسوق الموسمي، ولا سيما قبيل حلول شهر رمضان، لتجنب احتمال الإصابة بعدوى فيروس الكوفيد من جهة، ومن جهة ثانية تفادي احتمال استغلال بعض محتكري السلع الغذائية برفع الأسعار، أو تمرير بضائع فاسدة من قبل ضعاف النفوس لا سمح الله
.
٣- مراجعة قائمة المشتريات أكثر من مرة قبل اعتمادها، والتاكد من عدم الإفراط في استنزاف الموارد المالية بالمشتريات الغذائية الزائدة.

*نشاط الإعداد المُسبق لأطباق المفرزنات:*

١- النجاح في الإعداد المسبق لبعض الأطباق القابلة للتخزين داخل ثلاجة الفريز (المفرزنات) قبل حلول شهر رمضان المبارك أمر يساهم في التفرغ للعبادة، وصلة الرحم، والجلسات الأسرية المبهجة، وإجادة استثمار أوقات شهر الرحمة لصنع ماهو أجود.

٢- إنجاز أعمال المفرزنات سيجنب رب وربة الأسرة الإرباك والضغط النفسي ومخاطر الطهي السريع مثل الاحتراق، ويقلل مخاطر الانفلات اللساني ونوبات الغضب عند إعداد وجبات الإفطار بسبب ضيق الوقت وجهد الصوم. ولعل بعض العوائل وعلى مدى سنين طوال نجحوا نجاحًا مميزٍا في الإعداد المُسبق بأيديهم لكامل المفرزنات المتناسبة مع أذواقهم، مثل السمبوسة والبيتزا والكبة والفول …. إلخ.
و هنا أود أن أقترح على مُلاك الملاحم المحلية والأًسر المنتجة ممن يحظون بثقة الأهالي في النظافة والسعر والمذاق ، في كل مدينة داخل دولتنا الحبيبة، أقترح عليهم إطلاق مشروع المفرزنات وتبنيه ولو بشكل موسمي. ويمكن البدء من خلال تشغيل تجريبي لعمل صناعة غذائية موسمية من كل سنة ( شهور: رجب، شعبان، رمضان) تتعلق بالمنتجات الغذائية المفرزنة، وبيعها بسعر تنافسي أمام المفرزنات المستوردة أو ذات الأذواق المختلفة، وعند إحراز نجاح التشغيل التجريبي للمشروع، يمكنهم التفكير الجاد لتثبيت المشروع بشكل فردي أو اتحادي، وإمداد موائد المستهلكين بالمنتجات المفرزنة من أطباق تكون إحدى مكوناتها الرئيسة تعتمد على اللحوم البلدية الطازجة الموثوقة المصدر.

*نشاط النظافة المنزلية. ولا سيما الاواني:*

١- إلزام كل فرد داخل المنزل بغسل صحنه وملعقته وشوكته بعد الاستخدام. وهذا الأمر يُعد بداية لخلق الشعور بالانجاز لدى الصغار كما ورد في كتاب Make Your Bed، ففي فرض أعمال غسيل الأواني على كل فرد من الأسرة تزرع لدى الصغار روح الإنجاز والعمل الجماعي.

٢- إعداد جدول يتضمن الاتفاق على توزيع المهمات في إعداد سفرة البيت اليومية من سلطة، وفرش السفرة، وجلب الأواني والأطباق والعصائر والألبان من وإلى المطبخ / الثلاجة، و والاتفاق المُسبق على المادة الثقافية التلفزيونية المشاهدة أثناء تناول وجبة الإفطار.

*نشاط روحي يومي خلال رمضان :*

١- يتلخص في تحديد قراءة دعاء أو مناجاة قصيرة قبل الإفطار بالمناوبة بين كل أفراد الأسرة.

٢- الاتفاق على إطلاق ختمة قرآنية مشتركة يُهدى ثوابها للراحلين من الأجداد والجدات.

*الملخص:*
نجاح الأسرة أية أسرة واستمرار نموها، وتمدد جذورها، واحتواء جميع أفرادها تبدأ وتنتهي بغرس الحب ةالرحمة وممارستهما. استدراك محاصيل وثمرات شهر الرحمة عمل يتطلب المواظبة والمشاركة والجد في العمل من قبل جميع أفراد الأسرة وهذا يتم من خلال العطاء بصدق، والتفاني والتعاون والتعاضد المستمر دون من ولا أذى ولا ازدراء. ولعل أفضل مصاديق تعابير الحب هو الترجمة من خلال إنجاز الأعمال وعدم الاكتفاء بالكلام أو لقلقة اللسان أو التغني بأحلام اليقظة. فالبيوت الحية تتكلم بكل رزانة عن جمال أرواح سكانها قبل وأثناء وبعد شهر رمضان !!!

 

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى