صالح المرهون
قد يعاني الإنسان من مشاكل تنبع من داخله، كاعتلال صحته الجسمية، والأخطر إذا كانت المشكلة في صحته النفسية، مما يشكل مأزقًا وضعفًا شديدًا على الإنسان، فقد يصاب بالاكتئاب أو الإحباط، وقد تدفعه بعض الحالات النفسية للتفكير في إنهاء حياته، وقد تكون هذه الحالة النفسية نتيجة الإحساس بعدم جدوى الحياة، أو الشعور بالفشل العميق، وهذا لا يرتبط دائمًا بالمشاكل المادية، ففي بعض الأحيان تكون المشكلة النفسية انعكاس لمشكلة اجتماعية أو فكرية، وإحيانًا يحصل الاضطراب النفسي دون وجود مشكلة خارجية، فهناك أشخاص يمتلكون مواهب، ولديهم إمكانات وقدرات مالية ومكانة اجتماعية، ومع ذلك قد تسيطر عليهم مشاعر التأزم النفسي، فتضطرب حياتهم ويلجؤون إلى الانتحار.
هناك الكثير من الإحصاءات الحديثة تبين أن كثير من سكان العالم يعانون من الاكتئاب الشديد، أما حالات الانتحار فحدث عنها ولا حرج، فهناك شخصيات لها مواقع ومناصب وبعضهم لهم مكانة اقتصادية كبيرة، ولكن الحالة النفسية قد تدفعهم للتفكير في إنهاء حياتهم!! مع أن هؤلاء الناس يعيشون ظروفًا حياتية يفترض أنها مريحة ومرفهة، فقد تناقلت الأخبار والصحف قبل مدة أن إعلاميًا وطباخًا شهيرًا أمريكيًا هو(أنطوني بوردان) انتحر في فرنسا، وكذلك مصممة الأزياء(كايت سبايد) وجدت منتحرة في نيويورك، وهي تاجرة لها شركات كبيرة متميزة، مثل هذه المرأة التي تمتلك هذه الإمكانات من المليارات المادية الهائلة تنهي حياتها بأن تعلق نفسها في مروحة غرفتها وتنتحر!!
هذه أمثلة لأشخاص يمتلكون مواهب وقدرات مالية ومكانة اجتماعية، ومع ذلك تسيطر عليهم الأزمات النفسية ويلجؤون إلى الانتحار.
