أقلام

تنمية مهارة المراقبة

جواد المعراج

إن المراقبة تعد من السلوكيات الإيجابية التي يجب أن يتصف بها كل مربٍّ في الحياة الاجتماعية والأسرية وغيرها من جوانب أخرى، لأن هذا سلوك مهم من ناحية العمل على تعديل سلوكيات الطرف الآخر باستخدام أساليب النصح والتوجيه والإرشاد التربوي، وذلك حتى لا يتمادى في ممارسة تلك الأفعال غير المرغوب بها أو المرفوضة فيدخل نفسه والآخرين في مشاكل وأمور مقلقة.

وبعض الأبناء والشباب يرى ويفهم أن هذا السلوك نوع من التسلط أو المضايقة له أو الاسفتزاز أو التعنيف إو إلصاق تهم معينة، ولكن كل هذه المراقبات والتفتيشات عن المواد والأغراض الممنوعة المقدمة من قبل الآباء والأمهات مبنية على حالة التأكد والاحتياط وتمني الخير والحب، والخوف على الأبناء والشباب من الوقوع فيما هو محظور ولهذا عليهم أن يستمعوا.

ويفضل أن تحدث كل هذه الأمور دون أن يشعر الطرف الآخر أن هناك شخص آخر يراقب تصرفاته، كي لا يكتشف ذلك فيقوم بإخفاء تلك الأغراض والمواد الغريبة بعد أن تم الشك والترصد عن تلك والسلوكيات والحركات والأشياء المحظورة، وبهذا يؤدي مثل هذا الأمر إلى تخريب خطة المراقبة التي تحتاج لمهارة الذكاء العالي، إضافة إلى ذلك وجود خبرات لدى المربي في التعامل مع مثل هذه المشاكل بصورة فعالة تعمل على احتواء الخلاف قبل أن يحدث فينتشر على الملأ.

على سبيل المثال: يوجد أناس يمارسون سلوكيات خاطئة ومحظورة فكم من أناس رأيناهم في على أرض الواقع أصبحوا في عداد الضائعين فوقعوا في مشكلة كبيرة في المجتمع والبلد، وهذا طبعا سيؤثر على الحالة النفسية في الحاضر والمستقبل الخاص بفئة الأبناء والشباب الذين وقعوا في مثل هذه القضية، حيث سيصبحون قلقين ومتوترين وقد يدخل البعض في حالة اكتئاب شديد؛ بسبب التعرض للإيذاء بمختلف الأشكال.

والمربيين لهم دور في هذا الأمر وذلك بأن يميلون لاستخدام أساليب التنبيه تجاه الأبناء والشباب قبل حدوث وتضخم المشكلة كأن يقولون: انتبه لنفسك من أصدقاء السوء والمصلحة والغدارين، أو يقولون: انتبه من الوقوع فيما هو محظور وهم في هذه الحالة يخافون على الطرف الآخر، ولا يقصدون الاستصغار من قيمته، فيروه شخصية ضعيفة في الفهم، فإنهم يستخدمون أسلوب التوجيه والنصيحة قبل أن تحدث المشكلة.

وليس فقط الآباء والأمهات لهم دور في تقديم الخدمة، بل حتى على الشباب والأبناء الذين لديهم أصدقاء وأقارب عزيزين عليهم يجب أن يعملوا على توجيه أقاربهم وأحبابهم كأن يمارسون سلوك التنبيه الذي يكون مبنيًا على توجيه الآخر إلى عدم الدخول في الطريق غير السليم الذي يوجد فيه الشر ويميل إلى التمرد على القوانين والأنظمة والتهور .

وما شاء الله تبارك الرحمن هناك فئة من أفراد المجتمع والشباب تستخدم الأجهزة الإلكترونية والهواتف المحمولة والإعلام في تنمية مهارة المراقبة ونشر التوعية وخدمة المجتمع والوطن بهدف التنبيه من الوقوع فيما يؤثر سلبا على الأخلاق والمبادئ والقيم والأفكار.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى