أقلام

الإمام الكاظم (ع) والتحرر من سجن الذات إلى الحرية في قعر السجون

عندما يكون عندنا مثلُ الإمام الكاظم (ع) فإننا نملك ثروة لاتقدر بثمن، وذلك من خلال تقديمه مفهوماً حضارياً جديداً إلى الإنسانية في خصوص استثمار الحصار والتضييق في الانطلاق إلى مساحات تتجاوز الجدران إلى فضاءات أوسع وأرحب عنوانها: تحدي القيود والأغلال المادية وتحطيمها على صخرة الإرادة الصلبة والفولاذية لتُحوِّل السجن والقضبان إلى عالم واسع ورحب تُحلِّق في سمائه النفس الإنسانية على عُلُوٍ شاهقٍ تَتَحررُ فيه من ضيق المكان وظلمته إلى سعة وفساحة العرفان الإلهي وشعاعه المتوهج فتعيش السَمَر والنشوة والحب والغرام – التي طالما كانت تنظره وتترقبه – مع المعشوق اليتيم المتيمة به الذي ملأ كلَّ جوانحها ولم تعرف سواه طيلة أيام حياتها،  وقد طرد (ع) من قلبه كلَّ الأغيار ليتربَع الخالقُ المحبوب على عرش قلبه فلا يشعر بعزلةٍ ولا غربةٍ ولا ضيقٍ ولا قيودٍ ولاأغلالٍ ولا وحشةٍ مادام قد التقى وانفرد بخير مؤنس
وأنيس، وخير ذاكر ومذكور ومُفرِّج عن كل مهموم، فهل هناك أعظم من هذه الحرية التي قد تضيق وتنحسر عندما يكون خارج القضبان، وتشغله عن حبيبه الشواغل، وتكدر صفو خلوته بمعشوقه عوادي الاختلاط بالناس، ومايكتنفها من منغصات ومجترحات وصراعات ؟ إنّها الحرية المطلقة بمفهومها الجديد والحضاري، الذي لانجده إلا في سيرة إمامنا باب الحوائج موسى الكاظم (ع) رهين وحليف المعتقلات ، والمعذب في قعر السجون والطوامير المظلمة، فصلواته وسلامه عليك من صابر محتسب (عظم الله أجوركم في شهادة الإمام موسى بن جعفر عليه السلام )

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى