أخبار الصحف

أبناؤنا و رسالة التميز

الشيخ صالح آل إبراهيم

وقفة في الفكر والاجتماع (١٢)

تعد الكفاءات العلمية علامة فارقة في تميز المجتمعات، إذ أنها المحرك لعجلة نموها، وتكاملها، ونهوضها .
وقد اهتم الإمام جعفر الصادق (ع) بالبناء العلمي للأمة، وتربية الكفاءات المتخصصة، مدركًا أثرها في نهوضها وتميزها، فكانت جامعته (ع) في المدينة المنورة كعبة العلماء من كل مكان، ومقصد الباحثين عن التميز والتفوق في مختلف التخصصات العلمية “الدينية منها ، والإنسانية، والطبيعية، ” فقد خرجت أكثر من خمسة الآف راوي ومحدِّث في مختلف العلوم.
وفي زمن التنافس العلمي الذي نعيشه، والثورة المعلوماتية نحن بحاجة لاستحضار رسالة إمامنا(ع) العلمية ، ودعوة أتباعه للتميز، إذ لا مجال في زمن التحديات الكبيرة، والفرص المحدودة، لفرض أنفسنا واكتساب احترام الآخرين إلا بتميزنا وتخصصاتنا الدقيقة، فلا مكانة للنسخ المكررة أوالبسيطة .

على شبابنا الأعزاء أن يرفعوا سقف طموحاتهم، وتطلعهم العلمي، ويضاعفوا حركتهم نحو التميز، وأن لا يرضوا بمحدودية المستوى والطموح، كي يشكلوا رقمًا في خارطة العالم، ويفرضوا أنفسهم على الآخرين … ولا تقل ما الفائدة؟!! فالفرص ضئيلة في ميادين العمل، والتحديات كبيرة .. كلا .. فالأشخاص المتميزون يفرضون أنفسهم، ويحددون موقعهم، ويرسمون مستقبلهم، ويولِّدون الفرص بسلاح تميزهم ..
وقد خاضت مجموعة كبيرة من منطقتنا (شباب وشابات) غمار التحديات وأثبتت تميزها على مستوى العالم في مختلف المجالات، والأمثلة كثيرة يشهد بها القاصي والداني، ونفخر ونعتز بها في كل مكان، فلنواصل مشوار التميز ولنضاعف أعداده ومجالاته.

قال الإمام الصادق (ع): “لست أحبُّ أن أرى الشَّاب منكم إلا غاديًا في حالين، إمَّا عالمًا أو متعلِّمًا، فإن لم يفعل فرَّط وضيَّع، فإن ضيَّع أثِم، وإن أثِم سكن النَّار.”

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى