أقلام

خيط الجراحة

أنور أحمد

البحث عن الهوية تحت مشرط الجراحة،
أتعرض للألم ونزيف الدم، والمعاناة التي تسكتها المسكنات بشكل مؤقت، لماذا كل ذلك؟
هل السبب حاجتي لعلاج ما أفسده الدهر؟
أم لعلي أشد بخيط الجراح ترهلات العمر؟
أم أنني أجاري الآخرين لعلي أواكبهم؟
وقع سحر تأثيرهم على ما يطلقون عليهم الفاشينيستا
أعيش في دوامة البحث عن الذات،
لِمَ كل هذه الضبابية؟
ربما أبحث عن الرضا من خلال ذلك، أو عن الانتقام من المصائب والبأس الذي مررت به!
ولعلي أبحث عن تقبل عيون الآخرين لي..!
وقد أنال منهم نظرات الإعجاب والمديح،
وقد يختلف السبب، والكثير انساقوا خلف التقليد، ووهم التغير المصطنع.
أهدروا المال والدم والوقت وكثير من الألم،
لأجل رضا لا يحصل بذلك، وتجدهم يبدؤون ولا ينتهون، معرِّضين أنفسهم لكثير من الجراح، يظنون أن سعادتهم تكمن خلف المشرط! متى كان خيط الجراحة يرسم ابتسامة؟
ينقل أحد الأطباء أن إحدى مراجعاته كانت تصر على الخضوع للجراحة دون حاجة، فقط لتغيير نفسيتها. واخرى تطلب المشرط فقط لأنها تريد أن تكون مثل الفاشنيستا..
هل هذا يستحق ؟! هل نعي ما تعني جراحة؟ هل نعي ما ندخل أنفسنا فيه دون حاجة؟
يتخذ البعض الجمال هدفاً ولايخطر بباله أن مقاييس الجمال مختلفة، بل إن الجمال متغير وغير ثابت، أما الهدف فهو شيء ثابت. إذن:
ماذا ستفعل بعد اتخاذ الجمال هدفاً لك؟

مقالات ذات صلة

تعليق واحد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى