أقلام

الحارس غير الطبيعي

طالب المطاوعة

مع مرور سريع للمدرسة الخامسة للبنات بحي الكوثر بسيهات، ونزولي لغرفة الحارس لاستدعاء ابنتي للذهاب للمستشفى، لمحت عيني بالغرفة المخصصة للحارس ما لم يكن متوقعا.

غرفة نظيفة للغاية ومجهزة بكنب جديد وراقي وسجادة وطاولات للشاي ودولاب صغير فوقه جهاز الصوت وجهاز الهاتف المحلي للمدرسة.

ومجموعة من سائقي الحافلات يجلسون متباعدين ويرتدون الكمامات ويتبادلون الحديث.

وحين طلبي من الحارس المميز جداً استدعاء ابنتي، أخذ مني البطاقة للتأكد كما يجب على كل حارس، وتم التواصل مع إدارة المدرسة للخروج.

ما لفت انتباهي كثيراً، حسن معاملته واستقباله وتطبيقه للنظام بكل هدوء واستقرار نفسي ظاهر على محياه.

فقلت له مكانكم نظيف جداً، فابتسم.

فقلت له والكنب والسجاد نظيف، فرد علي هكذا ينبغي أن يكون.

فقلت له، لكن هكذا يعكس شخصية القائم عليه فمن أنت؟ فقال الحمد لله وعرفني باسمه بملاطفة راقية ( علي سعد الناصر)، وسألته عن بلده؟ فقال الأحساء المبرز، والكلام كله يدور بابتسامة على محياه لم تتوقف، وتركيزه على باب المدرسة لمتابعة طالبة ستخرح تم نداءها من قبل ولي أمرها.

أخذت ابنتي وأخبرتها بالأمر. فقالت والله شيء جميل أن تكون غرفة الحارس بهذه الصورة.

وأخبرتها عن طبيعة غرف حرّاس المدارس.

وهنا لي وقفة تأمل:
أولها كان (حارس الأجيال) المبروك، شابا خمسينيا أنيقاً في لباسه، مبتسماً ويؤدي عمله بالنظام وبكل هدوء كما أشرت سابقا.

ألا يستدعي ذلك أن يكرّم مثل هذا الرجل المميّز على حسن صنيعه!؟

ألا يفترض أن يغطى إعلامياً ليكون أنموذجاً وقدوةً لغيره.

أليس من حقه علينا أن نبادله الاحترام بالاحترام ولو بالكلمة الطيبة وشكره على حسن صنيعه؟

ولا أشك أبداً أن لإدارة المدرسة دور في ذلك.

وتواصلت مع إدارة المدرسة لأعطيهم انطباعي، وعرفت منهم أنه تم تكريمه بالفصل الأول، وقالت مديرة المدرسة/ الأستاذة القديرة جداً إيمان السكيري كلام جميل عنه ( أحسنت.

بالفعل الحارس جدا مميز ويطبق القوانين وملتزم بها جيدا وتم تكريمه من قبلنا في الفصل الدراسي الأول ويتقن العمل اليدوي و الإبداع وحسن التنظيم والكل من مشرف وزائر يشيد بتنظيمه وحسن إدارته فهو القائد خارج المدرسة

رحم الله والديه و والديكم وأثابكم الله)

هنيئاً للمدرسة وإدارتها بهذا الحارس النموذج، وهنيئاً لنا كأولياء الأمور بمثل هذا الرجل.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى