أقلام

رُوْحُ الصَّلاحِ

 

علي أحمد المحيسن

أبديتَ بالزُّهْدِ الْجميلِ كَمالا
حَتَّى غَدَوْتَ لِعَاشِقِيكَ مِثَالا

بَرْهنْتَ بالإخلاصِ أنَّ حَيَاتَنَا
لَيْسَتْ نَعيمًا دائمًا يَتَوَالَى

وأزلتَ أشواكَ الأَنَا في حِكْمةٍ؛
لِتَعَيشَ أجواءَ الْحَيَاةِ جَمَالا

فلربَّما عاشَ الْغَنيُّ حَيَاتَهُ
وغدتْ بأعباءِ الثَّراءِ وَبَالا

ولربَّما عاشَ الْفَقِيرُ سَعَادَةً
أُخْرَى تَشُعُّ كَرَامَةً وَوِصَالا

ما كنتَ غيرَ اللهِ تخطبُ وُدَّهُ
عبرَ الدُّعاءِ ؛ لِكَيْ تَطِيْبَ نَوَالا

مُذْ عِشْتَ لِلأُخْرَى بِتَقَوَاكَ الَّتِي
صَيْرتَ نُوْرَ ضِيَائِهَا آمَالا

مَا كُنْتَ لِلدُّنْيَا الدَّنيَّة تَنْتَمِي
فَعَمَرْتَها بالصَّالحاتِ تِلالا

أفرغتَ روحَكَ مِن ملذَّاتِ الهوَى
وطفقتَ تَملؤُها هُدًى وجَلالا

كمْ طافَ فيكَ العشقُ أرجاءَ الدُّنا
حتى دعاكَ العاشقونَ : تَعالا

فالعشقُ لا يهبُ النُّفوسَ جمالَهُ
إلا إذا اخْتَمَرَ الجَمالُ وَسَالا

يا شيخُ يا رُوْحَ الصَّلاحِ نعيشُهُ
أملاً يغذِّينا هُدًى وخِصالا

قدْ عشتَ في ساحِ الولايةِ عاشقًا
مثَّلتَ فيها (ياسرًا) و(بِلالا)

أوقفتَ عُمْرَكَ للفقيهِ مُسلّمًا
وملأتَ من زَهْرِ الوَلاءِ سِلالا

ما حُدْتَ عن دربِ الفقيهِ ولم تزلْ
حتى وهبتَ له الوفاءَ غِلالا

هل كان يَظمأُ مَنْ تشرّبَ حبَّهُ
أو ذاقَ كوثرَهُ النَّقيَّ زُلالا ؟؟!!

نَمْ -يا ابْنَ حِمْضَةَ- في القلوبِ مُخلَّدًا
أولستَ مَنْ وَهَبَ النُّفوسَ جَمَالا ؟!

 

كُتبتْ في حق فقيد الزهد والتقوى سماحة الشيخ محمد بن سعود بن عبد العزيز البن حمضه، الذي وافاه الأجل يوم الثلاثاء ١٥ / ١٠ / ١٤٤٠هـ، رحمه الله رحمة الأبرار وحشره مع من أحب محمد وآله الأطهار.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى