بشائر المجتمع

وراقون .. من مكتبة منزلية إلى أكبر موقع سعودي للكتب

رباب النمر: الأحساء

على ضِفاف معرض الكتاب الثاني المُقام في ‎جامعة الملك فيصل بالهفوف، أدار الكاتب رائد البغلي يوم أمس الثاني أمسية بعنوان “من الهواية إلى الريادة.. ورّاقون” باستضافة ناصر عبدالوهاب الموسى مؤسس مكتبة (وراقون) الإلكترونية ومديرها التنفيذي، بتنظيم من ‎غرفة الأحساء، ممثلةً في مركز الأمير أحمد بن فهد بن سلمان لتطوير الأعمال (سَنا) في (قهوة سَنا).

حيث ذكر الموسى أن القصة بدأت في ٢٠١٦ حين أراد إنشاء موقع لبيع الكتب، مو ضحاً أن الفكرة كانت بسيطة، بحيث أن الموقع لا يتضمن كتبًا، بل يتضمن شريطًا للبحث، يُدخل فيه اسم الكتاب ورقم جواله وبقية معلوماته، ثم يظهر له تنبيه يخبره أن الفريق سيبحث عن الكتاب، وبمجرد حصول الفريق عليه سيتواصلون معه.

وقال: “بعد تشغيل الموقع أصبحت أبث إعلانات مدفوعة في محرك البحث جوجل، وتفاجأت من عدد الناس الذين يبحثون عن الكتب، حيث بلغ عددهم ٣٥ طلب يومياً، فأصبحت أبحث عنها في المكتبات، وبعد أسبوعين أدركت أن أنموذج العمل هذا غير صحيح، وأنني لا بد من أن أمتلك الكتب ويكون لدي مستودع”

وأضاف: ” أغلقت الموقع واعتذرت من جميع الذين طلبوا مني. وتواصلت بعدها مع الناشرين بالبريد الإلكتروني لكي أشتري منهم البضاعة، وأعرف آلية العمل معهم وكيف تتم عملية البيع بالجملة. تواصلت مع العشرات من الناشرين، ولكن لم يرد أحد! فيئست، وصار الموضوع يعود إليّ كالهاجس من فترة إلى أخرى

وذكر أنه في ٢٠١٩، تجاوبت معه أشهر دار نشر بالمنطقة في رغبة منها بتوقيع تعاون بين الطرفين.

وأكمل قائلاً: “أكملت اتصالاتي مع الناشر واشتريت منه البضاعة، ولكن لكي أبني موقعًا مختصًا بالكتب فإنني يجب أن أتعامل مع العديد من دور النشر، وهذا يتطلب رأس مال كبير، ففكرت في أخذ قرض من بنك، ولكن لا يوجد بنك يقرضني، لأنه لا يوجد اتفاقية خاصة بين جهة العمل والبنك. وبعد إلحاح وجدت بنكا سيقرضتي بنسبة ربح عالية جدًا، فذكرت ذلك لوالدي، ولما رأى حماسي قال لي لا تأخذ قرضًا من البنك، وأنا سأعطيك تمويلًا. وفعلا أخذت من الوالد تمويلًا وبدأت به المشروع”.

ونوه إلى أن المشروع بدأ في مكتبة المنزل، ومع مرور الوقت بدأ يتزايد الإقبال على الموقع، ثم أتت أزمة كورونا، وجاء الحظر، وأغلقت جميع المحلات بما فيها المكتبات،

وأشار إلى البيع لم يتوقف، بل إن الإقبال زاد بشكل كبير جداً وفي يونيو ٢٠٢٠ تم الاستثمار بشكل أكبر في المشروع وتم تحويلها إلى شركة، حتى صارت على ما هي عليه اليوم.

الجدير بالذكر أن ورّاقون هي أكبر موقع سعودي للكتب، وثاني أكبر موقع على المستوى العربي، يضم حاليًّا أكثر من ١٥٠ ألف عنوان للكتب الورقية، مع خدمة التوصيل للمنازل إلى جميع أنحاء العالم. وقد بدأ المشروع بشخص واحد، ويعمل فيه الآن ٢٥ موظفًا في ثلاث دول.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى