أقلام

مهارات وغرس عادات

أمير الصالح

عدد كبير من العاملين في القطاع التجاري والإنشائي والصناعي يتسألون: لماذا عدد ليس بالقليل من أبناء الوطن يتعثرون في التسويق لأنفسهم في سوق العمل، أو التعثر في تسلق المناصب القيادية التقنية ذات العائد المالي المجزي؟
لعل إحصاءات بعض الدول عن تزايد عدد النازحين الاقتصاديين والعمال المجلوبين من الخارج واستحواذ أولئك الأجانب على سوق العمل في كثير من القطاعات الزراعية والصناعية والتجارية والإنشائية كفيل بكشف أمور متعددة عن مجموعة مشاكل عميقة في مجالات التركيبة الاجتماعية وغير الاجتماعية من نواح عديدة، ومنها ثقافة حب العمل ومنها احترام الكفاءات، ومنها سوء توظيف العلاقات الشخصية في مناطق العمل والواسطة. نسمع عن حالات ونرى تسجيل تراشق إعلامي في الاتهامات بين بعض مواطني بعض الدول ووزارات العمل في بلدانهم ولا سيما في فترات ازدياد منسوب البطالة أو فترات جفاف الدورات الاقتصادية كما هو في عهد جائحة الكورونا. إلا أنه إذا نظرنا من زاوية مختلفة وبعيدة عن العاطفة أو الأحكام المسبقة، فهناك بعض التفسيرات تتخطى موضوع تجار الفيز وتجار الكفالة وتجار الأيدي العاملة وبعضها يتخطى ممارسة ” لنا خمسون ولكم خمسون ” الشهيرة التي يغري بها بعض الأجانب المهرة بعض المواطنين. في سوق العمل العالمي، ما هي التفسيرات لتسلق وصعود نجم بعض المهندسين الهنود في شركات الإنترنت والبرمجة الإلكترونية الأمريكية، أو صعود بعض المدراء الجزائريين في بعض الشركات الفرنسية، أو تألق بعض الأكاديميين التونسيين في مراكز بحوث علمية المانية؟

كتبنا في مقال آخر موضوع تحت عنوان ” خيارات” وهنا أورد مقالاً يتعلق بالمهارات. ليست كل أسواق العمل في كل الدول تُبنى على أيدٍ عاملة رخيصة قادمة من المكسيك أو أيدٍ عاملة رخيصة اُستجلبت إلى ماليزيا من إندونيسيا أو عمالة رخيصة نزحت من بولندا إلى ألمانيا. نعم هناك مزايا تنافس اقتصادي في رخص الأجور للعمالة الاجنبية المستوردة، إلا أنه هناك عمالة ماهرة متفوقة تتقن أداء أعمالها التقنية المتطورة وتجيد التسويق لذاتها من خلال المهارات الناعمة soft skills.

من ضمن المهارات المواكبة لطلب سوق العمل العالمي والمحلي إن حاضراً أو مستقبلاً ما يعرف باسم المهارات الناعمة التي منها:
– تنمية الثقة بالنفس.
– الذكاء الاجتماعي.
– اجادة فن التفاوض.
– التواصل الفعال.
– التأثير والإقناع.
– مبادئ تحليل الشخصية.
– مبادئ المحاسبة.
– الأساسيات المالية.
– إجادة استخدام البرامج الأساسية في الحاسوب.
– إجادة استخدام وتوظيف التطبيقات الذكية.
– مبادئ التحليل الرياضي إجادة قراءة بيانات المعلومات بكل تفرعاتها ( الاقتصادية والاجتماعية .. إلخ).
– إدارة الوقت.
– التحسين المستمر للأداء.
– التوازن بين العمل والحياة.
– صقل مهارات صناعة القرار.
– الحس بالمسؤولية وأخذ زمام المبادرة في بعض الملفات.
– تنمية الوعي الاقتصادي والمعرفي من خلال القراءة المنتقاة جيداً وفرز الجاد معلوماتياً من الهزيل.

المهارات الناعمة مكملة ورافد رئيس للمهارات الصلبة، وتمنح المهارات الناعمة صاحبها خصالاً ومزايا تفوقية على منافسيه من بني الوطن أو الأجانب حيثما كان
بغض النظر عن جنسيته أو خلفيته الإثنية. وهذا التنويه لا يعني إغفال حقيقة أن التميز للإنسان في اختصاصه وإبداعه في مجال عمله يجعله الأطول عمراً في العطاء، والاكثر جاذبية للتوظيف أو عقد شراكة، والأكثر إدراراً للربح والإنتاج. وهنا ننوه بأن غرس المهارات كعادات في الممارسة يجعل الأمر جزء لا يتجزأ من سلوك ذلك الإنسان. وأنوه لمن يحب الاستزادة ولا سيما للأبناء الشباب في مقتبل العمر الجامعي او الوظيفي أن يعيشوا قلباً وقالباً مع توصيات كتاب ” العادات السبع الأكثر فعالية The 7 Habits of Most Effective People ” لمؤلفة ستيفن كوفي – Steven Covey. ، لصقل الممارسات الهادفة والبناءة، وعقد ترتيب جدول يميز الأهم قبل المهم. ويستجلي صناعة مستقبل الإنسان بنفسه من خلال أخذ زمام المبادرة Being Pro-active.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى