أقلام

احذروا

أحمد الخرمدي

هناك من الظواهر غير الحميدة التي لا حصر لها، حيث يتواجد في الحياة بشكل عام من يثير مشاعر الأخرين، ويقلب الموازين رأسًا على عقب بقصد أو دون قصد، وذلك من خلال طرحه لروايات وقصص قد تكون مجرد أوهام وأفكار مزايدًا فيها، وكلها فاقدة للمصداقية والواقع بين طياتها، على سبيل المثال الأكاذيب والإشاعات المغرضة والمسيئة التي تفتك بالفرد والمجتمع، مما يُحمل الناس ما لا يحتملون من المتاهات والشتات والخراب والدمار.

فالبرغم من تفاوت درجات الناس في الثبات أمام هذه الأشكالات والنواقض المخزيه من توافه اللغط والهرج والمرج الكثير واللفظ الشنيع في القول والكلام، إلا أنه للأسف الشديد ما يزال هناك من تستخفه تلك المثيرات المشبوهة والوضيعة، وتستهلك من طاقته ووقته وتفكيره المساحة الكبيرة، مما يفتح على نفسه وعلى من حوله الأبواب والعقبات والألام والجراحات الموجعة في الأساس هو في غنى عنها، غافلًا عما يدسه أعداء الإنسانية والنجاح.

على الأنسان العاقل والرزين أن لا يكون انهزاميًا أوضعيفًا، ولا يجعل أدنى مجال لهذه التوافه السائبة والدخيلة، وأن لا تكون سببًا لحدوث الهموم والقلق، فيفقد الإنسان فيها سعادته وراحته، وعليه أن لا يجعل لها مدخلًا في نفسيته وسلوك حياته، وقد تصل إن استمر الأخذ بها أو حتى مجرد الإصغاء إليها وعدم تجاهلها، أن يصبح بائسًا واقفًا أمام أي تقدم ونمو، ماشيًا برأسه للخلف حتى يكاد أن يضيع من قلبه الثبات والإيمان والثقة بالنفس، وكل ماهو ممتع وجميل، بل يكون شخص القوي، متمثلًا بما قال الشاعر:

يخاطبني السفيه بكل جهل وآسف أن أكون له مجيبا يزيد سفاهة وأزيد حلمًا كعود زاده الأحراق طيبا

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى