بشائر الوطن

أرز مقاوم لمياه البحر لمواجهة وقف التصدير

عدنان الغزال : الدمام

مع قراري دولتي الهند وروسيا وقف تصدير الأرز، انطلقت دعوات بتأييد منع إعادة تصدير الأرز «الأبيض» من السعودية، وتباينت ردود الأفعال، بخصوص تأييد زراعة «الأرز» محليًا داخل الأراضي الزراعية في السعودية، وتحديدًا الأرز «الأبيض»، وذلك بعد إجراء المزيد من الدراسات والتجارب العلمية المتخصصة، والاستفادة من مياه الري «المجددة»، والعمل على تطوير أصناف من الأرز مقاومة للمياه المالحة والاستفادة من مياه البحر في ري مزارع الأرز محليًا، ودخول التقنيات المتطورة الحديثة، والتقنيات المرشدة لمياه الري.

الأيدي الرخيصة

رفض آخرون فكرة إمكانية زراعته محليًا، بحجة أن توفر المياه في دول شرق آسيا، والأيدي العاملة الرخيصة، والمكننة، أسهم في توفير محصول الأرز «الأبيض» بأسعار مناسبة، وقد يكون ذلك سببًا في ارتفاع أسعار زراعته محليًا، فلا تحبذ زراعته محليًا، وقد لا يكون مجديًا اقتصاديًا، وبعضهم ذهب إلى ضرورة استبدال ثقافة استهلاك الأرز «الأبيض».

خزن طويل المدى

بدوره، أبان رئيس لجنة التنمية الزراعية في غرفة الأحساء المهندس صادق الرمضان لـ«الوطن»، أن الاعتماد على الخارج في الأمن الغذائي «تأمين الغذاء»، يخضع لمخاطر، وأن السعودية لها دور كبير في الخزن الاستراتيجي، وهو يشمل عدة محاصيل زراعية، من بينها الأرز، وفي السعودية خزن طويل المدى، يتجاوز احتياجات السنة الكاملة، وأن أي أزمة عادة لا تستغرق هذه المدة الزمنية، ونحن في السعودية بعيدون عن أي أزمة خانقة، ولنا تجربة في جائحة «كوفيد-19»، التي لم نشعر معها بأزمة بسبب السياسات المميزة في السعودية.

الزراعة الداخلية

أضاف: أن السعودية على علاقات ثنائية «دولية» مميزة مع كثير من دول العالم، من بينها الهند، وتتعامل الهند مع السعودية معاملة خاصة في تصديرها الأرز إلى السعودية، وهناك آمال كبيرة، ألا تحدث أزمة كبيرة في ذلك، رغم ذلك، هناك خيارات الأمن الغذائي المتعددة، وأن السعودية تمضي في الخيارات المتعددة، ومن بينها: الزراعة الداخلية، والاعتماد على عدة دول في المحاصيل الزراعية، باستثناء الأرز، فالأرز المفضل للسعوديين «طبق رئيسي»، هو الأرز المستورد من الهند، وهو غير مستزرع في دول أخرى.

خيار غير مناسب

قال: إن إمكانية زراعة الأرز في السعودية، ضعيف المنال، لاعتبارات عدة، من بينها: أنه محصول صيفي، وهناك ضغط كبير على المياه في الصيف، ويحتاج الأرز لكميات مياه ضخمة جدًا، لتغطية الإنتاج الكمي الكبير من الأرز المستهلكة في السعودية، فهو خيار غير مناسب تنفيذيًا، قد يكون ذلك الخيار مناسبًا لاستزراع المحاصيل الشتوية، التي تعتمد على عدد محدود من الري والأمطار، وبرودة الأجواء التي تقلل من استهلاك المياه، مستبعدًا إمكانية تغطية الأرز «الحساوي» كبديل للأرز «الهندي»، باعتبار أن الأرز الحساوي «باهظ السعر» مقارنة بالأرز «الهندي»، وبالتالي ليس للاستهلاك اليومي، علاوة على صعوبة التوسع في المساحات الزراعية المتخصصة في زراعة الأرز «الحساوي»، وتزامن زراعته مع زراعة أشجار النخيل في الواحة الزراعية، وبالتالي ضغط على مياه الري. أيد الرمضان، صدور قرار بمنع إعادة تصدير الأرز من السعودية، للحفاظ على الكميات المتوفرة في السعودية.

برنامج تمويل

بدوره، أكد المتحدث الرسمي لصندوق التنمية الزراعية حبيب الشمري لـ«الوطن»، أنه بالنسبة لقرار زراعة الأرز محليًا، فهذا يرجع إلى خطط وأهداف الاستراتيجية الوطنية للزراعة التي تشرف عليها وزارة البيئة والمياه والزراعة، وحاليًا يقدم صندوق التنمية الزراعية برنامج تمويل استيراد المنتجات الزراعية المستهدفة في الأمن الغذائي، ويأتي من ضمنها منتج الأرز، حيث يقدم الصندوق هذا البرنامج وهو عبارة عن منتج تمويلي يتكون من مزيج من القروض المباشرة وغير المباشرة، بالتعاون مع البنوك التجارية؛ لتمويل استيراد المنتجات المرتبطة بالأمن الغذائي، وتشمل المنتجات المستهدفة: الأعلاف والبرسيم، والأرز، والسكر، والذرة، وفول الصويا، وزيت الطعام، والحطب، واللحوم الحمراء.

الضمانات البنكية

قال: يمكن الاستفادة من التمويل من خلال التقديم على الصندوق واستيفاء الاشتراطات المطلوبة، وأهمها أن يكون المنتج أحد هذه المحاصيل المستهدفة، وكذلك توفير الضمانات التي يقبلها الصندوق، مثل: الضمانات البنكية، أو العقارات وأصول المشاريع، والتنازل عن إيرادات مشاريع أو رهن المخزون، إضافة إلى اشتراطات أخرى مثل وجود خبرة في مجال استيراد المواد الغذائية وغيرها.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى