أقلام

الحاج جعفر عبد المحسن الحافظ، إشراقة نور في عالم الخلود 

 د. حجي إبراهيم الزويد 

و نحن نعيش ذكرى الأربعين لرحيل الحاج جعفر عبد المحسن الحافظ، يتجلى أمامنا معنى إسلاميا عظيما وهو أن صدور الأحرار لا يسكنها إلا الله تعالى، وقد لقد كان الفقيد من الأحرار الذين تحرروا من كل ماهو مشين و معيب، خلال محاسبتهم المستمرة لأنفسهم.

” إنا أخلصناهم بخالصة ذكرى الدار”

كان الراحل جعفر مستحضرا للدار الآخرة، فهي نصب عينيه، و كانت مسيرة حياته منبثقة من إيمانه بتجليات هذه الآية الشريفة، ولذا كان منهج حياته وفق معالم النور الإسلامي.

فقد المجتمع الفقيد الحاج المؤمن “جعفر عبد المحسن الحافظ”، أبو محمد والذي حاز درجة عالية من التقوى في دار الدنيا، وخرجت أنفاسه الطيبة من هذه الدنيا و هو محل الثناء ممن عرفه وومن لم يعرف عطائه الوفير لمجتمعه إلا بعد ارتحاله.

كان رحمه الله إنموذجا لحياة المؤمن الموالي لأهل البيت عليهم السلام. وإن إخوانه وأصدقائه والمقربين منه يلمسون ذلك.

هناك من يرحل من عالم الدنيا وإيمانه يشوبه الشكوك والشبهة، وهناك من يرحل وايمانه ممن قال تعالى فيهم:

( الذين آمنوا بالله ورسوله ثم لم يرتابوا). وجعفر كان مثالا صادقا لهذه الاية، فلقد انتقل من عالم الدنيا وهو قوي العقيدة راسخ الإيمان.

عرف في مجتمعه بإيمانه الرفيع ، حيث كان همه في هذه الدنيا الأنس بالله تعالى.

الجانب الإنساني والاجتماعي في حياة جعفر:

حباه الله قلبا رحيما فعاين هموم الناس فكانت المواساة وسام شخصيته الرحبة ، كما أن روحه الكبيرة تشارك أفراح المؤمنين حيث تسهم نفسه بإدخال السرور على الجميع، و كذلك تحضر أحزانهم لمواساتهم و للتخفيف عن الام جراحهم.

كما أسهمت نفسه الطيبة داخل المؤسسات الاجتماعية الخيرية بصور البر التي تنم عن عمق محبة الله تعالى.

كما نال قسطا وافرا من محبة المومنين لخصاله الحميدة ، ومحاسنه الجميلة.

التشييع المهيب الذي حظي به، واكتظاظ محل عزائه بالمعزين من مناطق هذه حتى آخر يوم يكشف ما لهذا المؤمن من مكانة عالية في انفس محبيه

– كان رحمه الله يضع نصب عينيه الإخلاص في العمل .

– طويل المكوث عند زيارة المقبره يومي الخميس والاثنين .

– كثير الصلاة عن الأموات والدعاء للمؤمنين.

– سريع التعرف على الآخرين وفي وقت وجيز يرفع القيود ويفتح الحواجز لتكوين معرفه .

– رقيق القلب، سريع الدمعه ويحمل هموم الاخرين .

– حريص أشد الحرص على زيارة المرضى في المستشفيات والمنازل بعد خروجهم .

– يمتلك جانبا عاليا من الصراحة في ابداء الرأي مع احترام الطرف الآخر ولقد اشتهر بذلك، وقال فيه الأستاذ وليد الجميعي من حديث أبي محمد جعفر نعرف حقيقة أنفسنا .

– كان دائم التقليل من نفسه وفهمه وعمله العبادي والاجتماعي .

– دعم سخي و متواصل لأهله و إخوانه والمناسبات العائليه .

– كفل وربى خمسة عشر يتيما وهيأ لهم السكن.

جانب العطاء الإنساني والمشاركة الاجتماعية في حياة الراحل جعفر:

– عاش مشاركاً في جميع مؤسسات البلد الخيريه والرياضيه فهو من الداعمين ماديا ومعنويا لنادي العداله ويحضر بعض المباريات وعنده ثقافه كرويه.

– صاحب مبادرات وحلول سريعه ومصيريه ذات أثار إيجابية قائم ومشهود .

– ساعد و في تسهيل عملية النجاح لكثير من الطلاب حينما كان معلماً فنينا في عمله بإدارة التدريب المهني بأرامكو ، والكثير يقر بفضله .

الجانب المعرفي و الثقافي في حياة جعفر:

– كان قوي المطالعة فهو يقرأ ويسمع كثيراً وله اطلاع في الكتب السماويه الأخرى و يُثبت اقواله وأطروحاته بأدله قرآنيه ومن الكتب السماويه الأخرى .

الجانب الولائي في حياة جعفر:

شخصية عاشقة لذكر أهل البيت عليهم السلام ، أقام في بيته مجالس إحياء ذكر المعصومين الأطهار عليهم السلام واتبع منهجهم في حياته

– بكاء بصمت في ذكر ماجرى على أهل البيت عليهم السلام

– كثير الزيارة للائمة الطاهرين خصوصا للإمام الحسين عليه السلام فهو له زوارا .

– كان داعما للمساجد و الحسينيات والمراقد المقدسه للائمة الطاهرين .

– كان سخيا في البذل لخدمة ابي عبدالله الحسين عليه السلام وإحياء ذكر أهل البيت عليهم السلام .

من أحوال الحاج جعفر الانقطاع إلى الله تعالى بالدعاء والمناجاة، و كأني بحال قلبه يذكر الله بهذا الدعاء العظيم:

اللَّهُمَّ اشغَلنا بِذِكرِكَ وَأعِذنا مِن سَخَطِكَ وَأجِرنا مِن عَذابِكَ وَارزُقنا مِن مَواهِبِكَ وَأنعِم عَلَينا مِن فَضلِكَ

حافظ الحاج المؤمن جعفر على مواطن إجابة الدعاء في الأوقات الشريفة: بين الآذان والاقامة ، و بعد الفرائض، وعند وقت الإفطار في شهر رمضان، وفي الليالي والأيام المباركة كليالي القدر ، وفي ليلة عرى فك عرفة ويومها ، وليلة الجمعة ويومها ، و سائر الأوقات الشريفة الأخرى.

إن حياة الحاج المؤمن أبي محمد ذا الأخلاق العالية يحكيها المجتمع عمليا، فكان يسع قلوب الأيتام ، وأهل الفاقة والمسكنة بالبر والإحسان، حتى لقب بأبي الأيتام.

فقيدنا السعيد ابامحمد جعفر روح إيمانية متلبسة في جسد، فهو يتنقل من مزار معصوم إلى زيارة ومؤمن ورحم ومريض وقضاء حاجات لكثير من المحتاجين ويستقر به الحال إما في مجالس ذكر أهل البيت أو في المساجد.

حباه الله نور العقل فكانت تسهم ذاته الخيرة بروح العبادة كما هو في ارتياد المساجد ومجالس العشق الحسيني.

مزايا هذه الروح الايمانية كثيرة ، وقد سرت في معالم شخصيته الروحية عشق المعصومين الأطهار صلوات الله وسلامه عليهم.

كما أن معالم روحيته تصور لنا أحوال قلوب الطالبين رضا الله تعالى وجنته.

نفسه الكبيرة ترى جزاء الأخرة الذي أعده الله سبحانه و تعالى لأهل الإحسان، وأهل اليقين، وهو من الذين جعلوا هذه الاية منهجا حياتيا لهم:

(وللآخرة أكبر درجات و أكبر تفضيلا).

اختتم حياته العطرة بالعشق والعرفان بزيارة سيد الشهداء والأئمة الاطهار عليهم السلام في فترة قريبة جدا من رحيله فكان مسك ختام ختام سفر من الأعمال الصالحة.

بعد شربه الشراب الطهور في دنيا العمل، نسأل الله له الترقي في عالم الاخرة إلى جنة راضية مرضية .

عبر عنه صديق عمره الأستاذ علي حسين الحافظ، أبو أيمن:

” بعد مرور أربعين يوما على رحيل رفيق العمر والأخ الصديق والجليس الصالح والموجه المخلص، والساعي إلى طريق المكرمات في حج أو عمرة أو زياره أو صلاة أو أداء لحقوق المؤمنين، إما مباركا أو معزيا، ذلك هو الاخ العزيز المرحوم جعفر بن عبد المحسن الحافظ،رحمه الله.

رحمه الله رحمة الأبرار، فلقد ادخر لحياته الطيبة رصيدا معنويا عاليا.

رحمك الله يا أبا محمد، ورزقك الله المرتبة الخاصة من الايمان التي تجزى بها في منازل الآخرة.

اللهم نعيما في محل الكرامة للفقيد الحاج جعفر الحافظ، أبا محمد الذي خلد حياته للعبادة والقرب الإلهي العملي .

اللهم كما بيضت وجهه بنور الإيمان ، وأحييت قلبه بنور الإيمان ، اكتبه في النشأة الباقية في جنات الفردوس.

رحمك الله أيتها الإنسان العظيم المهاجر إلى الله تعالى إلى حيث طريق العشق والشهود.

تغمدالله الفقيد السعيد بواسع الرحمه وحشره الله مع النبي واهل بيته عليهم افضل الصلاة والسلام.

نسأل للله ان ينعم عليه بحياة أصحاب اليمين حياة ملؤها النعيم.

جعلك الله ممن تشملهم هذه الاية الشريفة

(إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَنَهَرٍ * فِي مَقْعَدِ صِدْقٍ عِنْدَ مَلِيكٍ مُقْتَدِرٍ).

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى