أقلام

كسر الرتابة

أمير الصالح

معظم بل كل الناس-ولا سيما الشباب- تبتعد عن الشخص الممل. فما هو تعريف الشخص الممل؟ وما هي الرتابة المؤدية إلى الملل؟ كيف يتسلسل الملل لأي تجمع أسري أو عائلي أو مدرسي أو عمالي ؟!

الشخص الممل قد يكون هو شخص يعيد سرد ذات الموضوع مرارًا وتكرارًا دون هدف او دون فن قيادة فى إدارة شؤون الحياة أو إيجاد حلول. وقد يحب شخص الأشياء القديمة والسواليف القديمة. نفسها، ولا يريد أبدًا تجربة أشياء جديدة في الحياة، ويفرض تلك الرؤية على الآخرين من حوله، وقد يكون شخص متشائمًا أينما حل ويعيد ويكرر المواضيع نفسها دون أي ابتكار أو تحسين أو طرح مبدع أو معالجات ناهضة.

في بعض المجاميع البشرية يتسلل الملل بسبب:

– محادثات عابرة وعلى مستوى سطحي ضحل وتندر متكرر دون أية معالجة أو إطلاق لأية مبادرة.

– عدم وجود دوافع للتحسين والتطوير.

– اختفاء روح الدعابة الممزوجة بالاحترام.

– قلة الانضباط

– انعدام الأصالة

– اختفاء الأهداف واختفاء الشغف.

– كثرة المجاملات والمحاباة

– طرح أسئلة تافهة وغير هادفة.

لنتذكر أن الأشخاص المملين عندما لا يكون لديهم دافع، ولا أهداف، ولا طموح، فحتمًا يفقدون معنى كبيرًا من معاني الحياة بشكل عام ويصبح الروتين نمط حياتهم وتتساوى أيامهم الماضية بأيامهم الحالية، ولا جديد يرتجى في أعمالهم، ولن تفقد شيئًا إن رجعت لهم بعد حين من الدهر.

الأب (وكذلك الأم) الممل إن لم ينجح في كسر حاجز الملل فقد ينقل البلاء ذاته لأبنائه، وهذه من الأشياء غير الجيد نقلها للأبناء، والتي إن انتشرت بين العوائل فقد تؤدي إلى وأد أجزاء من المجتمع وتجعله أشبه ما يكون ببرك راكدة آسنة ومنعزلة ومكتئبة.

إذن لا بد من كسر الرتابة والتجديد في أنماط الحياة، والحفاظ على الأصالة واقتباس أفكار جيدة، وخوض تجارب جديدة مع الأبناء وأبناء العائلة والحي والمجتمع لتكون الحيوية والانطلاق في الحياة سمة من سمات أبناء المجتمع وتتقلص مساحة النكد ويدور دولاب السعادة طاويًا مسافات أبعد.
رحلات، سفر، جلسات، اجتماعات، لقاءات، حوارات، أفراح، ممارسة رياضة، إطلاق حوار، تبنّي مبادرات، كلها أرضيات خصبة للانطلاق نحو حياة مبدعة ونمو نحو الافضل واكتساب أحباء جدد.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى