أقلام

الحملة الأمنية .. ومكافحة المخدرات

علي بن عبدالعزيز بوصالح*

*محامي في شركة المؤتمن للمحاماة والاستشارات القانونية

كلنا قد علم عن الحملة الأمنية لمكافحة المخدرات أجارنا الله وإياكم منها، والتي يقودها أبطال مكافحة المخدرات بتوجيهات القيادة العليا حفظهم الله وما ينبغي التأكيد عليه في هذا المقام هو أن النصوص القانونية الصادرة من الجهة التشريعية قد جعلت العلاج من تلك الآفة هي الغاية، ولم تكن العقوبة هي المناط من النظام وهذا ما أكدت عليه الفقرة الأولى من المادة (42) من نظام مكافحة المخدرات بالمرسوم الملكي رقم م/39 بتاريخ 8 / 7 / 1426 بنصها بأنه “لا تقام الدعوى بسبب تعاطي أو استعمال أو إدمان المخدرات أو المؤثرات العقلية بحق مرتكب أحد هذه الأفعال إذا تقدم بنفسه أو أحد أصوله أو فروعه أو زوجه أو أحد أقاربه طالبا علاجه، ويشترط في ذلك تسليم ما بحوزة المتعاطي أو المدمن من مخدرات أو مؤثرات عقلية إن وجدت أو الإرشاد إلى مكانها.” فمنطوق هذا النص ودلالته الواضحة تؤكد المقصد من تشريع النظام.

وقد رخصت الجهات المعنية لعدد من المراكز الطبية والجمعيات الخاصة بالإدمان لعلاج المدمنين بسرية تامة ودون أن يتعرض صاحبها للمحاكمة كمركز الاستشارات الخاص بمكافحة الإدمان “نبراس” وجمعية التعافي ومركز قويم لمعالجة المدمنين.

ولم يكتفِ المنظم بما سبق للحفاظ على مسقبل الشباب والذين يعتبرون الساعد الأكبر لدعم المملكة أيدها الله بنصره.

بل زاد على ذلك حينما عرج في الفقرة الثانية من ذات المادة لتعضد ذلك المفهوم وقد أعطت المادة صاحب السلطة بالأخذ بعدد من الاعتبارات للحفاظ على الشباب وتقويم اعوجاجهم من خلال حفظ التحقيق في قضايا تعاطي المخدرات كما هو في حال لم يتجاوز عمر المتعاطي العشرين عاما ولم ترتبط بجريمة جنائية قد ارتكبها المتعاطي وغيرها من الاعتبارات والتي نصت على أنه” يجوز حفظ التحقيق في قضايا استعمال المواد المخدرة أو المؤثرات العقلية في المرة الأولى إذا تحققت الاعتبارات الآتية :

أ – ألا يتجاوز عمر المتهم عشرين عاما.

ب – ألا تقترن جريمة الاستعمال أو التعاطي بجريمة جنائية تستدعي النظر شرعا.

ج – ألا تقترن جريمة الاستعمال أو التعاطي بحادث مروري نتج عنه وفيات ورتب في ذمته حقوقا خاصة.

د – ألا يكون قد صدر من المتهم -عند ضبطه- أي مقاومة شديدة تحدث ضررا لسلطة القبض أو غيرهم.”

وأخيراً نذكر الأحبة بقول نبينا الكريم صلى الله عليه وآله وسلم ” كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته” فاعلموا أحبتي حفاظكم على مستقبل أبناؤكم هو حفاظ على المجتمع بأكمله فشباب وشابات اليوم هم قادة الغد فلا تبخلوا عليهم بما تعينوهم به في أي منعطف هم كانوا فيه، فقفوا بجانبهم من خلال الرجوع للمختصيين المعالجين النفسيين والصحيين وغيرهم حسبما يقتضيه الحال.

 

*محامي في شركة المؤتمن للمحاماة والاستشارات القانونية

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى