أقلام

تنمية الحس الكوميدي للطلاب

يحيى العبداللطيف

من الأفكار ( اليحيوية) في عالم التدريس تخصيص حصة للتعبير الحر على مستوى تناول الموضوع المقترح مني، وكنت أسعد بالتعبير الذي يستطيع الطالب إضحاكي، وأصبحت أشجع الطلاب على الكتابة بروح فكاهية بعيدا عن الجدية الزائدة، حتى تصبح الكتابة تنفسيا بحد ذاتها، ولأن الكتابة للإضحاك من أصعب أنواع الكتابة.

من المواضيع التي اقترحتها على الطلاب (حكايتي مع شجرة)، كتب أحدهم حملت (نبالتي) وأصبت حمامتين على غصن شجرة، فسقطتا في يدي.
قالت الشجرة : حرام عليك ماتفعل لقد فجعت قلبي بهاتين الجميلتين.
فرد : (أقول بتسكتين ولا أقصك وأشوي هالطيور على بدنك)
فسكتت و (بلعت العافية).

هذه القصة رغم طرافتها لايمكن أقرأها بعين معلم بل بعين ناقد أدبي يجد أن القصة البريئة تستجيب للمناهج التأويلية التي ترى في أبطال القصة كائنات رمزية، تتموضع الشجرة لتصبح رمزا للصوت المسالم المقموع التي نضحك عليها حيث أشبعت لنا الرغبة السادية بحسب فرويد،. ويمكن أن نراها تمثلا لصوت الحرية المهدد في وجوده في مستوى النقد الثقافي، ويمكن نراه تعبيرا عن صراع البقاء للأقوى كما في نظرية دارون.

وفي نهاية قصة لطالب آخر تحدث عن سطو لص لمزرعة جده، كتب جملة مبهرة لايعيها لكنها احترافية، (ولايزال يعيش العالم بسلام)، أن تختتم قصة إجرامية بهذه الجملة فهذه تعني وعي بتقنية المفارقة الساخرة، التي تمرغ المثالية تحت أقدام الواقعية، فلربما وعى الطالب أن العالم لايعيش بسلام لكنه وضعها في سياق لتؤدي العكس من خلال محاكاة أصحاب النظرة المثالية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى