أقلام

دراسة: منطقة دماغية صغيرة تلعب دوراً مهماً في اتخاذ القرارات اليومية 

ترجمة : عدنان احمد الحاجي

الخلايا العصبية لهذه المنطقة  يمكنها من إعادة التخطيط لاتخاذ قرارات مختلفة عندما تتغير الظروف  لذا اختيار أي قميص تريد أن تشتريه  وماذا تريد ان تطلب لوجبة الغداء أو ما إذا أن  تختار نوعاً من الشراب مقابل نوع آخر  كلها تتضمن تعيين قيم  هذه الخيارات .

بنية  دماغ صغيرة تلعب دوراً محورياً في الكثير من القرارات كالتي نأخذها يومياً .

لكن ليس الأمر واضحاً عن كيف يتسنى لعدد محدود من الخلايا العصبية في هذا الجزء الصغير من الدماغ أن  تتمكن  من أن تدعم عدداً غير محدد من الخيارات  الآن دراسة  كيف تختار قرود المكاك بين مشروبات العصير، وجد باحثون  من كلية الطب في جامعة واشنطن في سانت لويس، أن الخلايا العصبية  في القشرة الأمامية المدارية (OFC) تخصص قيماً للخيارات بينما خلايا عصبية معنية باتخاذ  الخيارات النهائية.

كل هذا الخلايا العصبية تعيد التخطيط لتتخذ قرارات مختلفة حين تتغير الظروف. ونشر الباحثان نتائجهما في  ٩ مايو ٢٠١٦ في دورية نيتشر نيروساينس Nature Neuroscience.  في الأبحاث السابقة ، الدكتور كاميلو بادوا-شيوبا ، الأستاذ المشارك في علم الأعصاب وكبير الباحثين في الدراسة ، تعرف على مجموعات مختلفة من الخلايا في ال OFC.

عندما نختار بين تفاحة وموزة  تخصص بعض الخلايا قيمة للتفاحة وبعض الخلايا العصبية  تخصص قيمة للموزة  وخلايا عصبية اخرى تجسد نتيجة هذا  الخيار. وأخذ هذه الخلايا مجتمعة ، يبدو أن هذه المجموعات المختلفة من الخلايا تشكل  دارة  circuit عصبية  تنتج قرارات اقتصادية “.

في هذه الدراسة قام باحثان بدراسة كيف تقوم هذه الدارة العصبية بإعادة  تنظيم  متى يؤخذ القرار في ظروف مختلفة  خلال التجربة استخدم  كاميلو بادوا وطالبة الدراسات العليا (حينئذ)  جو  شيه  Jue Xie اثني عشر نوعاً من العصائر.

و في كل جلسة تذوق  اختار قرود المكاك  ما بين نوعين من العصائر وبعدها اختارت ما بين  نوعين آخرين   قد ينتقي الحيوان أولاً بين عصير العنب او عصير التفاح وبعض الخلايا العصبية قد تحسد القيمة لعصير العنب وفي وقت لاحق قد يختار الحيوان بين فاكهة الكيوي وعصير الخوخ، وبعدها نفس الخلايا التي خصصت قيمة لعصير العنب، تخصص قيمة لفاكهة الكيوي وهذا يعني أنه ليس هناك خلية عصير عنب او خلية عصير تفاح، الخلايا العصبية تصبح  مرتبطة فقط بواحد من الخيارات المتوفرة في اي وقت من الأوقات.

وأضاف الدكتور بادوا الأستاذ المشارك في الاقتصاد وهندسة الطب الحيوي قائلاٌ : خذ في الاعتبارالخيارات التي نأخذها فيما بين أنواع الغذاء أي يوم من الايام او ما اذا نريد ان نشاهد التلفزيون او نقرأ كتاباً او نختار بين استثمارات مختلفة في صناديق التقاعد .

فـ بعض الخلايا في القشرة الأمامية المدارية في الدماغ تخصص قيماً لكل واحد من الخيارات وخلايا اخرى تحسد نتائج هذه الخيارات .  الخلايا العصبية التي تخصص قيماً لكل خيار  تسمى بالخلايا المانحة للقيمة offer-value.

ولكن لو نختار بين أنواع الغذاء. الخلايا المانحة  للقيمة قد تجسد القيمة لدجاجة مشوية، في حين لو اخترنا بين استثمارات مالية فقد تجسد  نفس الخلايا المانحة للقيمة قيمة صندوق استثماري.

قالت شيه Xie: “في دراستنا ، ظل الدور الوظيفي لكل خلية عصبية كما هو”.  “الخلايا المانحة للقيمة دائمًا ما تجسد قيمة أحد الخيارات بينما الخلايا العصبية المجسدة لنتائج الإختيار دائمًا ما تجسد نتيجة الاختيار ، بغض النظر عن أي نوع من مشروبات العصير  هي داخلة  في اتخاذ القرار.”

ولاحظ الباحثون أيضًا أن مجموعتين من الخلايا العصبية  المرتبطتين بنفس مشروب العصير في المجموعة الأولى من قرارات قرود المكاك كانت مرتبطة أيضًا بمشروب العصير نفسه في المجموعة الثانية من الخيارات.  وقال بادوا شيوبا: “إذا نظرنا إلى كل من الخلايا، فٓـالخلايا العصبية مرنة للغاية”.

ومع ذلك ، إذا نظرنا إلى الشبكة بالكامل ، فإن دارة القرار مستقرة بشكل ملحوظ.

هذا المزيج من استقرار الدارة والمرونة العصبية يجعل من الممكن للمنطقة الدماغية نفسها أن تتخذ قرارات بين أي سلعتين. “

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى