أقلام

قصة تدشين كتاب: مع العلامة الطباطبائي في آية {لَن تَرَانِي}

محمد العيسى

في مساء يوم الجمعة المنصرم الموافق 17 ربيع الآخر من عام 1444 للهجرة الموافق 11 نوفمبر 2022 للميلاد كان لي شرف حضور حفل تدشين كتاب “مع العلّامة الطباطبائي في آية {لَن تَرَانِي}” وسط حضورٍ غفير من العلماء والأدباء والمثقفين في بلدة المنيزلة بمحافظة الأحساء.
ومَن يعرف مؤلّف الكتاب وهو الباحث الإسلامي والصديق العزيز الأستاذ (علي محمد عساكر) عن قرب فلابد أنه يعرفُ شغفَه العظيم بالبحث وبالكتابة، وبميله إلى التعمّق في كل ما يبحث فيه، والإسهاب في كلّ ما يكتب عنه، وبحرصه على توثيق كلِّ ما يكتبه.
فقد بدأت قصة هذا الكتاب بسؤالٍ وجّهه إليه أحد الأصدقاء في أحد المنتديات الثقافية حول موضوع “رؤية الله” التي طلبها النبي موسى عليه السلام فأجابه حينئذٍ بإجابةٍ سطّرها في 16 صفحة، ولكنه وبعد قرابة 15 سنة من هذا الحدث عاد إلى هذه الصفحات ووجدها نواةً صالحة وبذرةً خصبة لمشروع كتابٍ جديد يضيفه إلى قائمة مؤلفاته الكثيرة، فما كان منه إلا العكوف في مكتبته وتسليط بحثه على هذا الموضوع فأنتج هذا الكتاب المؤلّف في 445 صفحة.
وقيّض الله لطباعة هذا الكتاب أحدَ عباده الصالحين، وواحدٍ من وجوه الخير والبر، وهو المرحوم الحاج المهندس (مهدي ياسين الرمضان) الذي أوصى بتخصيص مبلغ من تركته لطباعة كتاب يكون دينيا، وقامت أسرتُه -رحمه الله- مُمثلّةً في ابنه الدكتور (محمد) بإكمال مشوار الخير، حيث تواصل مع الكاتب عساكر وأخبره عن وصية والده، ونسّق معه في كل ما يتعلق بمشروع الطباعة تنفيذا لوصية والده إلى أن تمت طباعة هذا الكتاب، الذي تكفّل أيضا المهندس (صادق بن ياسين الرمضان) برعاية حفل توقيعه.
فجاء حفلُ التوقيع ليكمل قصة هذا الكتاب الجميلة، ولكي يرويها على الملأ بذات مستوى روعتها، بإدارة وتقديم واحدٍ من أبلغ المتكلّمين وأفصح المقدّمين وأعذبهم كلاماً، وهو الشاعر والأديب الأستاذ (أمير حسن المحمد صالح) الذي قدّم الحفل كسيمفونيةٍ رائعة ومتسّقة أطربت النفوس بجمال محتواها وتناسق أجزائها وسلاسة تقديمها.
بدأ الحفل بآياتٍ من الذكر الحكيم رتّلها على المسامع بصوته الجميل المقرئ الشاب (السيد منذر العبد المحسن) ثم قام الأستاذ (سلمان الراشد) بتقديم بطاقة تعريفية عن الكتاب، ثم قام الدكتور (محمد مهدي الرمضان) بتقديم كلمة أسرة الرمضان، ثم تم عرض حوارٍ مرئي أجراه (الأستاذ عيسى العبد الكريم) مع سماحة العلامة الشيخ (حسين العايش) حول الكتاب، والذي أثني فيه الشيخ حسين على الكتاب من ناحية الموضوع والمنهج والمحتوى، وشبّه الكتاب في قيمته العلمية (برسالة بحث ماجستير تستحق مرتبة الشرف)
ثم جاء دور المؤلف الأستاذ (علي محمد عساكر) ليلقي كلمتَه التي أعرب فيها عن شكره البالغ لكل من ساهم ودعم في تأليف وطباعة هذا الكتاب، وعلى رأسهم (العلاّمة الشيخ حسين العايش، والمرحوم الحاج المهندس مهدي الرمضان والمهندس صادق الرمضان، والدكتور محمد الرمضان…) كما أبدى فيها الامتنان للحضور الغفير الذي ساهم في إكمال هذا العرس الثقافي البهيج. كما عبّر في كلمته عن معاناته أثناء البحث بسبب قلة من بحثوا في ذات الموضوع قبله، وعن أمله في أن يكون كتابُه نواةً لدراساتٍ مستقبلية أوسع وأنفع.
ثم جاءت فقرة تكريم كل من ساهموا بطريقةٍ أو أخرى في تأليف وطباعة وإخراج هذا الكتاب، حيث قام كل من (م. صادق الرمضان، د. محمد الرمضان، أ. احمد عساكر، أ. علي عساكر) بتسليمهم دروع الشكر والعرفان.
بعد ذلك بدأت فقرةُ (توقيع الكتاب) حيث وُزِّعت نسخاً مجانية على الحضور، وقام الأستاذ (علي محمد عساكر) بالتوقيع عليها بأسماء أصحابها. ثم أتت فقرة (العشاء الفاخر ومتنوع الأطباق) كآخر فقرة من هذا الحفل الثقافي البهيج.
ولا أملك في الختام إلا أن أعبر عن بالغ امتناني للصديق العزيز الأستاذ (علي عساكر) على تكرّمه بدعوتي لحضور هذا الحفل وإهدائي نسخةً من كتابه الجميل، وعن بالغ شعوري بالفخر والاعتزاز بصداقة إنسانٍ جميلٍ مثله لا يتوقّف عن العمل والإنتاج والتأليف بروحٍ مُلهِمة لا تعرف الكلل والملل، وعن بوحي بأنه من مصادر إلهامي، وعن أمنيتي بأن أكونَ يوماً (ما) في مثل عزيمته وإصراره وكثافة عطائه.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى