أقلام

المرأة العربية بين الكسل والقهر

أمير الصالح

المرأة الخليجية في دعة وكسل. والمرأة المصرية والمغربية والسورية في ذل وسحق وقهر ” مقولة يتناقلها البعض، إلا أنني لم أتمكن من تحديد مصدرها. قليل من الناس تدارس أبعاد تلك المقولة ومقولات مشابهة لأن تدارسها يعطي تفسيرًا لإفرازات اجتماعية وتفسير ظواهر اجتماعية جديدة، ومنها بروز المصاهرة عبر الشمال الإفريقي والخليج العربي.

طفرة ثروة النفط الأولى والثانية في منطقة الخليج العربي أعطت المرأة الخليجية في وسط بعض المجتمعات زخم خيارات ونِعم عدة وكثيرة وسلطة نوعية أفرزت عددًا من السلوكيات وأظهرت حقيقة أنفس:

١- أولًا، في مجال تنوع الاستقدام للعاملات المنزليات من عدة دول آسيوية وإفريقية.

٢- ثانيًا، في مجال التفاخر وإعادة تاهيل المطبخ بأحدث الأجهزة الكهربائية والإلكترونية المكلفة ماديًا.

٣- ثالثًا، في مجال تأثيث المنزل بأفضل الأثاث والتحف والصالونات والديكورات والأنتريه

٤- رابعًا، في مجال اختيار تصاميم الفلل وانتقاء مواد التشطيب ومحاكاة تصاميم بيوت أهل الثراء الفاحش.

٥- خامسًا، في مجال توريد عدة خدمات ومساعدات في أعمال مثل التنظيف وغسيل الملابس والكي وحتى الطبخ عبر عقود مع شركات ومغاسل ومطاعم outsourcing

٦- سادسًا، في مجال انتقاء السيارات الفارهة وجلب السائقين إن لم تكن المرأة تسوق.

٧- سابعًا، في مجال تكاثر التهافت على المقاهي والمطاعم والخروج مع الصديقات وتعدد المناسبات وابتكارها

٨-ثامنًا، في مجال السفر الترويحي وتنوع المحطات العالية التكاليف وعقد المقارنات

٩-في مجال الانضمام لعضوية أندية التخسيس وإجراء عمليات شفط الدهون وعقد عمليات التجميل الجراحية

في بداية موجات الطفرة كانت حياة الدعة مقتصرة على بعض بنات النخب الاجتماعية، ولاحقًا تسللت تلك الأنماط المعيشية الباهظة التكاليف لبنات الطبقات المتوسطة ودون المتوسطة بحكم المحاكاة وتأثير الدومينو.

توغل سلوك التواكل والاعتماد على الخادمات واستفحل الكسل في نفوس عدد ليس بالقليل من النساء المتزوجات في منطقة الخليج العربي، حتى أضحت بعض البيوت:

١- شبه جفاف عاطفي بين الرجل وزوجته

٢- شبه شلل لكامل قطاع الخدمات والنظافة داخل بعض البيوت عند ذهاب الخادمة. حتى علق أحدهم بالقول ” يخلى البيت من الزوجة ليس بمشكلة، ولكن المشاكل تقع إذا انعدم البيت من خادمة!!”

فوجد عدد ليس بالقليل من الرجال المتزوجين متذمرين ويصفون حالهم بأنهم مهملون أو في عزلة، وأن معظم الأعمال المنزلية يتم ا

إنجازها من قبل الخدامة أو موارد بشرية خارج المنزل. وحتى الطبيخ اليومي يُجلب من بيوت أسر مُنتجة أو مطاعم أو معلبات أو بوفيات أو مخابز.

في الصورة المقابلة انحدر الوضع الاقتصادي في بعض دول الشمال الإفريقي بسبب تدهور قيمة العملة أو كثرة هجرة الرجال لأوربا أو انعدام فرص العمل، فأضحت بعض النساء المتزوجات هناك تصبر على قسوة بعض الرجال في موطنها فقط وفقط من أجل لقمتها وإن هُدرت كرامتها.

بعض أبناء الجيل الصاعد من الشباب شاهد ويشاهد كامل المشهد في كلا الجغرافيتين فيستنطق ما قد يفيده هو كشخص وليس كمجتمع. ففي مكان شعر الرجل بأنه مُهمل بسبب كسل المرأة، وفي مكان آخر شعرت فتاة لديها جمال بأن كرامتها مهدورة بسبب قسوة ابن مجتمعها.

استثمر البعض هكذا استقراء واستعمل وسائل التواصل الاجتماعي سواء كان فتاة من الشمال الإفريقي أو رجل من الخليج العربي لترهيم معضلة الكسل والقسوة في آن واحد. فالشاب الخليجي عاطفي وكريم وحنون وهو ابن قومية عربية قد يبحث عن امرأة نشيطة تجعل من بيته جنة. وبعض الفتيات من شمال إفريقيا لديها الجمال ومهارة احتواء الرجل ولا تهمل جسدها وتطور نفسها وتبحث عن رجل من قوميتها أو أية قومية أخرى ينصفها. وقد تولد ويتولد وسيتولد حالات مصاهرة بين هذا وتلك.

هنا نتقدم بجملة نصائح للمرأة المحلية الصادقة في الحفاظ على زوجها وأفراد أسرتها قبل البكاء على الحليب المسكوب وادعاء أن امرأة من الشمال الإفريقي اختطفت زوجها أو اتهام فتاة من بلاد الشام أنها أكلت بعقل زوجها حلاوة:

١- الاهتمام بالجلوس صباحًا لتكون الزوجة أول من تصبح على زوجها صباح كل يوم.

٣- الحرص على تحضير الفطور للزوج قبل خروجة للعمل

٣- المرأة الواعية تسعى جاهدة أن تقدم لزوجها كل ما لذ وطاب من مأكل ومشرب حسب ما هو متوافر لديها

٤- المرأة الجادة لا تهمل جمالها أو تغفل عن إظهاره لزوجها، فدومًا تكون متألقة ومتجددة ودائمًا صاحبة أنوثة طاغية، وتتعلم الطريق جيدًا لتجذب زوجها وتأسر قلبه

٥- مراعاة وضع الزوج المالية والابتعاد عن النكد والمناكفة إذا مر بحالة ضنك أو مطب مالي صعب.

٦- عقد الحوار الهادئ والهادف لتصريف أمور البيت والتربية وجدولة الحضور في المناسبات الاجتماعية

٧- تجنب المحاكاة الغبية في الاستهلاك واقتناء الماديات. وفي المقابل الاستزادة من محاكاة فنون إدارة البيت والعلاقة بالزوج بنجاح

٨- العمل بشعار ” مطبوخ بُحب ” لكل وجبة تُعد داخل المنزل و الاهتمام بالتجديد وقتل الملل والابتعاد عن الرتابة

١٠- جعل البيت جنة والابتعاد عن منغصات الحياة الزوجية وطرد أي ملوثات تحاول الانتشار في المنزل لتعكير جو الأسرة. وعدم استقبال أي اتصال بعد ساعة محددة من مساء كل يوم، وتجنب المكالمات الهاتفية المطولة في حالة وجود الزوج

١١- تبني شعار “ما حك جلدك مثل ظفرك ” لتفادي استدعاء الخادمة ولا سيما في فترة الشباب والقوة. فكم عاملة أجنبية سيطرت على قلب الزوج وظفرت به بسبب شطارة العاملة ونشاطها. فهناك نساء يستيقظن من قبيل صلاة الظهر دون أي عارض صحي ثم تستغرب كيف أن زوجها تعلق بعاملة وتركها!!

قد تكون هناك مجموعة وشاة من النسويات اللواتي يهدمن بيوت الزوجات المستقرات، فكوني أنتِ الجدار القوي والحصن الحصين لبيتك وزوجك وأفراد أسرتك، ولنتذكر سويًا أن التصاهر والتزواج داخل أبناء المجتمع الواحد هو أقوى رابطة لتكوين مجتمع قوى ومتماسك، وفي حالة تضعضع المجتمع بسبب أفكار العزوف عن الزواج، أو الكفؤ المستحيل عند الفتيات والشباب، والتشرذم والفردانية والنسوية والحرية الملونة والحرية الموهومة فإن ذاك المجتمع البعيد عن مجتمعنا، سيصبح لقمة سائغة وفريسة سهلة لكل طامع وحتمًا هويته حينذاك في مهب الريح.

جملة اعتراضية ١: نرفع العقال والقبعة والغترة والشماغ لكل زوجة مواطنة من بنات المجتمع نذرت وقتها في خدمة زوجها وأفراد أسرتها، وكل فتاة تتبنى روح الجد والنشاط.

جملة اعتراضية ٢: أهدي باقة ورد لنساء من بقاع شتى في الأرض ولا سيما من أرض الشام والشمال الإفريقي قبلوا الزواج بأفراد من مجتمعنا فكانوا نِعم العون ونِعم اللبنة الصالحة في بناء أسر محل فخر واعتزاز ورفعة. وللحق أتت تلك النساء من بيوت مجد فزادوا البناء مجدًا. فطيب الله النسب وامتداده وشكرًا للأزواج لحسن الانتقاء وحسن العطاء.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى